العدد 1459 /28-4-2021

على مشارف رفع الدعم عن السلع اﻷساسية في المجتمع اللبناني بدأ التخوف يكبر على مجمل الوضعين السياسي واﻷمني في دولة لبنان الكبير . ما دفع بأحد دهاقنة السياسة اللبنانية الى الدعوة الى إستلام الجيش اللبناني لزمام اﻷمور في لبنان .وهذا ما أقدم عليه نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي الذي قدم تعليلات شتى لدعوته المشار إليهامع الحرص الشديد على نفي النية بعسكرة البلد أو بإسقاط النظام السياسي اللبناني تحت وطأة خطوة عسكرية غير محسوبة تطيح بالحياة السياسية اللبنانية المميزة بهامش محدود من الحرية والديموقراطية .

وفي تفاصيل معضلة رفع الدعم عن مجموعة من السلع الأساسية ، كرر حاكم مصرف لبنان خلال أقل من سنة أن اﻹحتياطي المالي الموجود في مصرف لبنان لا يستطيع أن يلبي استمرار دعم بعض السلع الغدائية والطحين ، المحروقات ، اﻷدوية أو بعضها والهاتف الخليوي . وذلك إبتداء من نهاية شهر أيار المقبل . وبات من المفترض أن يحسب حسابات بعض اﻹنفلات اﻷمني التي بدأت ملامحه تظهر من خلال بعض السرقات وبعض العراك في المتاجر بين المتهافتين على شراء السلع المدعومة . ويبدو أن البعض قد بدأ بالبحث بموجبات هذه الحالة من باب التسليم بإنسداد آفاق الحل الحكومي بين رئيس الجمهورية وحلفائه من جهة وبين رئيس الحكومة المكلف وحلفائه من جهة أخرى . علما ان جبهة حلفاء الرئاسة اﻷولى مخروقة ببعض الحلفاء الداعمين للرئيس المكلف برفض الثلث المعطل والضامن وفي طليعتهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية .

بعض السلع المدعومة بدأ معها رفع دعم تدريجي مثل المحروقات واللحوم وبعض اﻷدوية التي فقدت من الصيدليات باﻹضافة الى ربطة الخبز التي نقص وزنها وارتفع سعرها ولو كان إرتفاعا قليلا . وقد تلاقى هذا الوضع الحياتي والمعيشي السيء مع قرار المملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين بمقاطعة بعض السلع الزراعية الهامة ما زاد من إختناق الوضع اﻹقتصادي اللبناني بكل أعبائه المعيشية الضاغطة . وقد أتخذ هذا اﻹجراء السعودي تحت عنوان مقاومة تهريب المخدرات الى داخل المملكة السعودية في حين أعطى البعض طابعا سياسيا للإجراء السعودي وعلى خلفية اﻷجواء المتباينة بين حزب الله والمملكة العربية السعودية او على خلفية الخلاف السعودي اﻹيراني الشهير .

في هذه اﻷثناء تستمر اﻹستعانة بالعواصم اﻹقليمية والدولية لحلحلة الموضوع الحكومي الذي يفترض أن يؤدي الى حلحلة الأوضاع اﻹقتصادية والمالية واﻹجتماعية المهترئة . ويلاحظ ان الرئيس سعد الحريري يتخذ من فرنسا ودولة اﻹمارات العربية المتحدة منطلقا لحشد تأييد عالمي ضاغط على الفريق اللبناني المناوئ . وقد شملت جولات الحريري مؤخرا القاهرة وموسكو والفاتيكان إلا أن كل ذلك لم يؤدي الى إحداث إختراق ما على هذا الصعيد . وسيرد النائب جبران باسيل على جولات الحريري ردا مقتضبا من خلال زيار ة يتيمة الى موسكو قد تستتبع بزيارة لاحقة الى الفاتيكان . اما على الصعيد الطبيعي فإن الجراد بات هو الزائر الجديد الذي يفترض به أن يستكمل فصول التراجيديا اللبنانية البديعة .

في هذا الخضم ، يتوهم البعض ان اﻹنتخابات النيابية على اﻷبواب ما دفع ببهاء الحريري الى إسترضاء الناخب البيروتي اﻷرمني من خلال اﻹشادة بموقف اﻹدارة اﻷميريكية المؤيد لﻹعتراف بالمجازر اﻷرمنية ومن خلال إدانة الموقف التاريخي التركي . وذلك في مواجهة العلاقة اﻹيجابية بين الرئيس سعد الحريري والرئيس التركي رجب طيب أردوغان . وفي ذلك كله تأكيد على فرادة وتميز النكبات اللبنانية وطرق معالجتها ...

أيمن حجازي