العدد 1476 /1-9-2021

الشياح - عين الرمانة رمز لأشهر خطوط التماس التي شهدتها الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي ١٩٧٥ و١٩٩٠ . اما خطوط التماس السياسية التي تشهدها الحرب اللبنانية الحالية فإنها عديدة ومتشعبة وملونة بمختلف ألوان الطيف اللبناني السياسي والطائفي والمذهبي . ولعل أشهرها في هذه الآونة :

- خط بعبدا - عين التينة .

- خط بعبدا - بيت الوسط .

- خط زغرتا - الرابية .

- خط معراب - حارة حريك .

خط المختارة - ... معظم العواصم اللبنانية ... مع تسجيل هدوء نسبي حالي وشهر عسل شبه دائم مع عين التينة .

- خط الرابية - معراب .

فضلا عن خطوط تماس أخرى تتفاوت في الحدة أو الحجم أو الإتساع .

وقد فتحت في الأسبوعين الأخيرين خطوط تماس أمنية في أكثر من منطقة لبنانية كان أهمها خط بين قريتي فنيدق وعكار العتيقة في محافظة عكار ، وخط آخر بين بلدتي عنقون ومغدوشة جنوب شرق صيدا . وقد تداخل إرتسام هذا الخط الطائفي بالنفطي حيث أشعل الخلاف على توزيع البنزين حساسيات طائفية في هذا المحور . وقد ألتبهت بعض القنوات التلفزيونية في إستراجع ذكريات الحرب دون أي وازع أو رادع ، بدلا من ان تتجند تلك القنوات لإطفاء الحريف وإصلاح ذات البين . وبات من المؤلم أن تتجند بعض وسائل الإعلام كي تتقمص دور البطولة في الساحة الطائفية الخاصة وذلك إلتحاقا ببعض القوى السياسية الساعية الى تقمص نفس الدور .

ويبرز في إطار إحياء طقوس الحرب الأهلية اللبنانية تولي البلديات مهام تتظيمية طارئة كان ينبغي أن تقوم بها وزارات وإدارات رسمية مختلفة بما يشابه مهام تنظيمية وضعت اليد عليها الإدارات المحلية التابعة لقوى الحرب الأهلية في مرحلة ١٩٧٥ - ١٩٩٠ . ويتصدر البنزين المشهد الذي تخاول تولي تنظيمه البلديات بصعوبة بالغة كونه يحتاج الى قدرات إدارية وأمنية شتى . ولكن المؤسف في هذا المشهد كامن في بعده التقسيمي حيث تضطر البلديات المعنية الى تلبية حاجات أبناء البلدة على حساب الضيوف والعابرين من أبناء القرى الأخرى . وعلى حساب تجار السوق السوداء وأبطالها الميامين الذين يتنقلون من قرية الى قرية ومن محطة الى محطة كي يسلبوا المواطنين حقوقهم " النفطية " المشروعة .

في هذا الخضم المأساوي التي تتعرض له حياة اللبنانيين ومعيشتهم ، يستمر غياب الأحاسيس المرهفة وحتى الأحسيس العادية للقادة اللبنانيين المعنيين بتشكيل الحكومة المفترضة . فهم على عهدهم السابق من السعي السلحفاتي المتهالك الذي يتعثر عند الحصص والمحاصصات والحسابات الضيقة التي تتضمن المغانم والمكاسب وتقف عند السخيف من الإعتبارات اللأخلاقية للسياسة في لبنان . فالتغاضي عن آلام الناس عمل لا أخلاقي فاضح يرتكبه من يعنيهم الأمر ومن يتحملون مسؤولية العرقلة المستمرة ويباهون أنفسهم في مجالسهم الخاصة المدنسة بالأطماع والمطامح غير المشروعة .

على خطوط التماس السياسية والامنية تسير سلحفاة الحكومة المنوي تشكيلها وكأنها في موكب عرائسي متجاهل لكل آلام الناس .

ان الشعب اللبناني بات ضحية الكائنات الشبيهة بالسلاحف والأرانب . لا بارك الله بهم .

أيمن حجازي