العدد 1503 /9-3-2022

تحت وطأة الحرب الروسية الأوكرانية تأججت الأزمتين الإقتصادية والإجتماعية في لبنان ، حيث تم تجاوز هاتين الأزمتين لكل الحدود المعتادة تحت ذريعة او ذرائع إرتفاع أسعارالنفط العالمي ، وفقدان القمح المستورد بشكل رئيسي من روسيا الإتحادية وأوكرانيا حيث تدور رحى حرب ضروس كما يعلم الجميع . فبعد ان كان الغلاء الفاحش يتفشى عندما كان سعر العملة الوطنيةيتدنى في مقابل الدولار الأمريكي ، فها هي الأسعار تتصاعد وبشكل جنوني دون ان يطرأ اي ارتفاع إضافي في سعر الدولار ما يؤظي الىتوجيه مزيدا من الضربات للمواطن اللبناني التي بات فقيرا بإمتياز وتميز لا بل انه مدعق في فقره .

والى جانب هذا الإحتدام في الأزمتين الإقتصادية والإجتماعية ، تبرز معطيات إنتخابية لافتة في إطار وضع اللمسات الأخيرة على الموسم الإنتخابي النيابي في الربيع القادم . حيث يطرح موضوع الميغا سنتر في الربع الساعة الأخير قبيل موعد الخامس عشر من أيار القادم ، فتحتدم الخلافات بين الفرقاء ويستعد كل الخصوم والمتنافسين على إشهار سلاح إتهام الطرف الآخر بنسف الإنتخابات النيابية أو تأجيلها لأمد محدد . وهذا ما دفع بالنائب جميل السيد الى الشعور بإمكانية حصول هذا التأجيل تحت وطأة التذرع بالأوضاع المأزومة محليا ودوليا .

ويبرز في المشهد الإنتخابي مهمة صعبة ملقاة على عاتق حزب الله من أجل تذليل العقبات التي تعترض إقامة تحالف إنتخابي بين حليفيه اللدودين التيار الوطني الحر وحركة أمل . وحيث تحتاج هذه الأطراف السياسية الثلاث (أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر) الى بعضها البعض في دوائر عديدة . والمعارك الإنتخابية في دوائر بيروت الثانية والبقاع الغربي وبعبدا وصيد - جزين ... تحتاج الى تحالف متين يكفل التصدي الجيد للتحديات المقابلة التي تفرضها المعطيات المستجدة سياسيا وإنتخابيا . وفي المقابل فإن إخلاء الساحة الإنتخابية من قبل الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل يشكل مصدر قلق بارز لحزب القوات اللبنانية الذي كان يمني النفس بقلب الموازين وإنتزاع الأكثرية النيابية من الفريق الآخر .

فحزب القوات اللبنانية ما زال يجهل كيفية لملمة العلاقة مع القاعدة الشعبية لتيار المستقبل ، مع امتلاكه القدرة على التواصل مع بعض " الورثة " المفترضين كالرئيس فؤاد السنيورة والوزير السابق أشرف ريفي وبهاء الحريري ومصطفى علوش والجمع الذي يتحضر من نواب المستقبل ووجوهه لخوض الغمار الإنتخابي ممن لن يلتزم بقرار إنكفاء الرئيس سعد الحريري وإنسحابه من الساحة الإنتخابية . ويبدو رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي أقل إرباكا من حزب القوات لجهة العلاقة مع قواعد المستقبل لأن الفصل الأخير من علاقة جنبلاط - الحريري كانت أفضل بكثير من علاقة جعجع - الحريري التي اتسمت بالتوتر في الآونة الأخيرة . وتبدو علاقات جنبلاط مع قواعد المستقبل غير معقدة في الشوف والبقاع الغربي وبيروت الثانية . وفي هذا الإطار جاءت الزيارة التي قام بها النائب فيصل الصايغ الى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والتي كان لها طابع إنتخابي مباشر .

كان للعام ٢٠٢٢ ثلاثة مواعيد إنتخابية ... بلدية ونيابية ورئاسية . حتى الآن سقط منها موعد واحد بالضربة القاضية من خلال قرار مجلس الوزراء بتأجيل الإنتخابات البلدية والإختيارية وبقي موعدان اثنين ... موعد الإنتخابات النيابية في الربيع القادم وموعد الإنتخابات الرئاسية في الخريف المقبل .

حفظ الله كل مواعيدكم السعيدة .

أيمن حجازي