العدد 1530 /28-9-2022

المركز الفلسطيني للإعلام

أكد رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل أنَّ "ما غرسه العلامة الراحل يوسف القرضاوي من علم ودعم للمقاومة سيثمر يومًا ما، من خلال تحريرها من نير الاحتلال، وسنوجد في فلسطين ميادين ومنارات باسم القرضاوي".

وأضاف في كلمة خلال تشييع الشيخ القرضاوي إلى مثواه الأخير في العاصمة القطرية الدوحة، أننا "نقف أمام مقام عظيم لرجل عظيم، عاش حياته كلها لله، وكان إماما في كل فنون المعرفة ومجالات العمل والجهاد".

وقال: "تعرفت على الشيخ القرضاوي منذ قرابة أربعين عاما، فلم يكن أباً لأبنائه وبناته فقط، بل أباً لنا جميعا، لي ولأبناء جيلي، نحن تلاميذه الذين نفتخر بأننا تتلمذنا على يديه مبادئ العلم والوسطية والاعتدال، والعيش مع هموم الأمة، فكانت فلسطين والقدس والأقصى حاضرة في عقله وقلبه، وعاش من أجل هذه القضية وقضايا الأمة، ومات على العهد، كما عاش عليه".

وأوضح مشعل أنَّ "فلسطين اليوم والقدس والأقصى تفتقد الشيخ القرضاوي؛ لأنه بالفعل فقيدها وشهيدها وشاهدها، ولعل هذه اللحظة مناسبة للكشف عن حقيقة تاريخية تعود إلى تسعينيات القرن الماضي حين أردنا أن نجمع الأمة على القدس وفلسطين، فلم نجدد ألمع ولا أنجب من شيخنا القرضاوي ليجمع حوله ثلة من أبرز علماء الأمة وقادتها في الشرق والغرب، يسعى معنا مجتهدًا لجمع الأمة على فلسطين، حتى تحقق الرجاء والأمنية في 2001 بعقد مؤتمر فلسطين في بيروت، الذي أعلن عن نشأة مؤسسة القدس الدولية".

وأضاف مشعل أنه "حين اعتدى الصهاينة على غزة في عدوان 2008-2009، جاء الشيخ القرضاوي ومعه قادة الأمة إلى دمشق للوقوف مع المقاومة، والتقوا بزعماء المنطقة؛ لمطالبتهم بألا يخذلوا غزة، التي زارها مع كوكبة من العلماء قبل عشر سنوات، كما زارها وهو فتى صغير، حيث شرفت فلسطين المقدسة المباركة بزيارته".

وأكد أن "أبناء الأمة من تلاميذ البنا والقرضاوي، أصحاب المدرسة الوسطية، سطّروا قوافل من المجاهدين الذين قدموا إلى فلسطين من مصر وسوريا والأردن، وها نحن اليوم نعزي مصر التي أنجبت القرضاوي، ونعزي قطر التي احتضنته، ونعزي الأمة جمعاء التي سوّدته على رأسها".

وأشار مشعل أنه "ما حظي عالم بما حظي به القرضاوي من إجماع الأمة وشعوبها، التي أحبّته، لأنه وقف معها ومع نهضتها وثوراتها، ومع عشقها للحرية، وطاف القارات الست حول العالم يدعو للوسطية والاعتدال بلمسة إنسانية حانية. كم رأيته محباً للناس، والفصائل الفلسطينية التي لم يميزها عن غيرها، رغم اختلاف مرجعياتها الأيديولوجية، لأنه احتضن بعقله الكبير وصدره الحاني كل عربي ومسلم وفلسطيني، وكأنهم جميعا كان لكل منهم نصيب في الشيخ القرضاوي".

وختم بالقول: إنني "طالما تشرفت بزيارته في بيته، حتى جاءت زيارة الوداع الأخيرة مؤخرًا قبل أسابيع، رأيت وجهه المشرق، لقد هدّ المرض جسده، لكنه احتفظ بوجه وضّاء، ورغم نحول الجسد، لكن الله أكرمه بوجه مشرق، وقد حاز حتى لحظاته الأخيرة هيبة العلماء وصورتهم العظيمة، وهو يتطلع إلى لقاء الله".