العدد 1536 /9-11-2022

تتواصل المحافل الإسرائيلية المختلفة، الاهتمام بتسليط الأضواء على التحديات وخاصة الأمنية التي تنتظر حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينة المرتقبة، برئاسة زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو.

وقال الجنرال الإسرائيلي، تمير هايمان، مدير معهد بحوث الأمن القومي حاليا ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" سابقا: "بعد فترة طويلة من الاضطراب، في الجولة الحالية (انتخابات الكنيست الـ25) تحقق حسم سياسي واضح، في كل ما يتعلق بسياسة الأمن ينبغي أن نذكر ونتذكر؛ رئيس الوزراء المرشح، مجرب في المجال ويعد محافظا وحذرا في سلوكه، وينبغي الأمل بأن تلك المسؤولية التي ميزت سلوكه السياسي – الأمني في الماضي ستميز ولايته التالية".

وأوضح في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "هناك 5 تحديات أمنية، واستمرار السلوك الاستراتيجي الحالي لإسرائيل فيها يفاقم وضعنا، ومطلوب التغيير"، معتبرا أن البرنامج النووي الإيراني، هو أول تلك التحديات.

وأضاف: "إسناد القوتين العظميين؛ الصيني وروسيا، من شأنه أن يشجع إيران في طريقها إلى القنبلة النووية، فالتجربة تثبت بأن القدرة النووية تضمن بقاء النظام".

والتحدي الثاني، يتعلق بالساحة الفلسطينية؛ إسرائيل تنزلق نحو واقع الدولة الواحدة، وحفظ الواقع الحالي للحكم الذاتي عمليا منوط جدا بوجود السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، وانحلال السلطة سيزيل الإطار الذي يفصل بين المجموعتين السكانيتين، وسيعيد صلاحية إدارة الحياة اليومية للفلسطينيين إلى إسرائيل، وهذا من شأنه أن يخلق واقع دولة واحدة، وستكون؛ إما غير يهودية أو غير ديمقراطية".

ورأى الجنرال، أنه "كلما استمرت سياسة غياب الحسم في هذه المسألة، ستتعزز المحافل التي تقوض السلطة من الداخل، كما أن مفاسد زعامتها جلبتها لحافة الانكسار، ومن شأنها أن تتلقى رصاصة الرحمة مع الدخول إلى صراع الزعامة بعد أفول عصر محمود عباس".

ولفت إلى أن "معركة إرث الرسائل الوطنية التي ستوجه إلى الشباب الغاضب من مدرسة إلهام "عرين الأسود"؛ سيردون بتصعيد الموجهات حتى انتفاضة واسعة وخطيرة"، منوها أن "حساسية تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى والضم، من شأنهما أن يساهما في إشعال الأوضاع، وعليه جدير الامتناع عن كليهما".

وبين أن الثالث، يتمثل في الجبهة الشمالية؛ "لبنان في أزمة تاريخية، وهو يدخل في فترة فراغ رئاسي، ولا يوجد رئيس دولة يؤدي مهامه، وانعدام مهام الدولة لا يسمح للأسرة الدولية بالمساعدة (وهي لا تريد)، وفي قلب الجلبة يوجد حزب الله، الذي يعرض نفسه كالمحفل الأقوى في المجتمع اللبناني، وتعزيز مكانته الداخلية ووهم الثقة الذاتية لنصرالله، من شانهما أن يسحقا ميزان الردع والتنظيم، وهذا الأمر الذي من شأنه أن يؤدي لتقدير مغلوط، وإذا استأنف حزب الله تهديداته، ستكون حكومة إسرائيل مطالبة بأن ترد بشكل يعيد الردع دون الانزلاق لحرب، وهذا الاختبار التالي، هو مسألة وقت فقط".

ومن بين التحديات التي تواجه الحكومة الإسرائيلية المرتقبة، النظام العالمي الجديد، وذكر الجنرال أن "تعاظم المنافسة العالمية يستوجب حفظ الإسناد المطلق من جانب الولايات المتحدة للأمن القومي الإسرائيلي، والحكومة مطالبة بأن تراجع من جديد شكل الدعم لأوكرانيا وتعزيز العلاقات الخاصة مع واشنطن، وذلك تحت سحابة العلاقة الوثيقة التي نشـأت في الماضي مع حكومات أبرزت الارتباط الحزبي لإسرائيل مع الحزب الجمهوري بشكل خرق التوازن التاريخي لمكانة إسرائيل كمسألة فوق الأحزاب في الولايات المتحدة".

وأشار مدير معهد بحوث الأمن القومي، أن التحدي الأمني الخامس، يتعلق بـ"الحصانة الاجتماعية الإسرائيلية؛ فالأمن الشخصي التطلع إلى الحوكمة؛ هي تحديات حقيقة، وإسرائيل تشهد حالة من التوتر الداخلي بين اليهود والعرب، إضافة لتحديات حفظ القانون والنظام".

ونوه هايمان، إلى أن "الخطر على الأمن القومي الإسرائيلي؛ أن العلاج من شأنه أن يكون أخطر من المرض؛ بمعنى، أن المعالجة الحاسمة والواسعة النطاق في مجال الحكم سيكون لها آثار جانبية تتمثل في تقويض التوازنات والمكابح بين المؤسسات الإسرائيلية، وستؤثر على الهوية الليبرالية للمجتمع الإسرائيلي"، منبها أن أهمية كل من التوازن والعلاج، ولكن "يجب ان يتما بشكل حساس ومقنون، كما أن الاعتدال والتوازنات لا يقل أهمية عن إدراك التهديد والتعامل معه".