العدد 1510 /27-4-2022

كما جرت العادة خلال سنوات حكم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي؛ أعلن حقوقيون إلقاء أجهزة الأمن القبض على الصحافية والإعلامية في التلفزيون المصري، هالة فهمي، بعد ساعات قليلة من ظهور الصحافية في مجلة "الإذاعة والتلفزيون" صفاء الكوربيجي، أمام نيابة أمن الدولة العليا في القاهرة، وحبسها لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات.

ويعد قرار السيسي العفو عن مجموعة من الناشطين والصحافيين المحتجزين تعسفياً مؤخراً، بمثابة إشارة للأجهزة الأمنية لاعتقال مجموعة مماثلة من الصحافيين في نفس التوقيت، بل ووضعهم في نفس الزنازين كما حدث مع رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" السابق، عبد الناصر سلامة، الذي وضع إثر اعتقاله العام الماضي، في نفس الزنزانة الانفرادية التي كان محتجزاً بها الصحافي، معتز ودنان، فور إخلاء سبيله.

وقال المحامي الحقوقي، خالد علي، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع "فيسبوك"، الثلاثاء: "تم القبض على المذيعة هالة فهمي، وكانت أول جلسة تحقيق معها أمام نيابة أمن الدولة يوم الأحد الماضي، ولم يحضر معها أحد من المحامين، لأننا لم نكن نعلم بخبر القبض عليها، أو التحقيق معها".

وأضاف علي: "اليوم كانت جلسة استكمال التحقيق مع المذيعة في التلفزيون المصري في النيابة، وشاهدها بعض زملائي المحامين، وطلبت منهم إبلاغي بضرورة الحضور فذهبت لها فوراً، وعندما دخلت إلى غرفة التحقيق قبل وصولي، رفضت الإدلاء بأية أقوال إلا في حضور محاميها، فقررت النيابة تأجيل التحقيق إلى جلسة غد الأربعاء".

وتابع: "تمكنت من مقابلتها، والاطمئنان عليها، لكن النيابة كانت قد أجلت جلسة التحقيق، وهي محبوسة لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات في القضية رقم 441 لسنة 2022 (حصر أمن دولة)". والقضية نفسها محتجزة على ذمتها زميلتها الصحافية صفاء الكوربيجي، بتهم مزعومة منها "الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون"، و"نشر أخبار كاذبة".

وكانت المذيعة هالة فهمي قد نشرت مقطع فيديو عبر حسابها على موقع "فيسبوك"، تستغيث فيه من مطاردات أمنية لها، وتعبر عن خشيتها من القبض عليها. والتقطت فهمي المقطع أمام قسم شرطة النزهة في حي مصر الجديدة (شرق القاهرة)، واستغاثت فيه من ملاحقة سيارات لها، ومحاولة القبض عليها من عناصر جهاز "الأمن الوطني".

وداهمت عناصر أمنية منزل فهمي فجر الخميس الماضي لاعتقالها، ولكنها لم تكن متواجدة، وظلت طوال الأيام الماضية مطاردة من قبل "الأمن الوطني". وفي الليلة نفسها، ألقي القبض على الكوربيجي، وظهرت في نيابة أمن الدولة بعد 3 أيام من الإخفاء القسري.

وتتزامن الحملة مع قرارات إخلاء سبيل مجموعة محدودة من الناشطين المعروفين، وحديث السيسي عن ضرورة إطلاق "حوار سياسي" نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، والتي يخشى النظام أن تؤثر على استقراره؛ في وقت تتصاعد فيه الحملة الدولية المطالبة بكشف غموض وفاة الباحث الاقتصادي، أيمن هدهود، واستمرار الضغط على الحكومة المصرية في ملف حقوق الإنسان.

وقالت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، إنه تم توجيه عدد من الدعوات لشخصيات حزبية وسياسية محسوبة على المعارضة، إلى حفل "إفطار الأسرة المصرية" برعاية السيسي اليوم، مرجحةً حضور رؤساء أحزاب، بينهم مرشح رئاسي سابق اختفى عن المشهدين السياسي والإعلامي منذ فترة ليست بالقصيرة.

وفي مقابل قائمة الناشطين الذين أخلي سبيلهم، شمل عفو السيسي 5 أمناء شرطة مدانين بتعذيب المواطن المسيحي مجدي مكين حتى الموت في أواخر عام 2016، ما يتنافى تماماً مع ما يروج له بشأن إطلاق "حوار سياسي" في البلاد، الذي من المفترض أن يفضي إلى تعديل ممارسات الأجهزة الأمنية بحق النشطاء والسياسيين، وتخفيف قبضتها على الحياة السياسية والعامة.