العدد 1545 /11-1-2023

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، يوم الثلاثاء، إنّ إيران تستخدم عقوبة الإعدام سلاحاً لمعاقبة أفراد يشاركون في الاحتجاجات لتخويف المواطنين الإيرانيين والقضاء على أي معارضة، يأتي ذلك فيما أعلنت السلطة القضائية الإيرانية إصدار حكم جديد بالإعدام في حق شخص على خلفية ضلوعه في الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني.

وأوضح تورك، في بيان، أنّ "استخدام إجراءات جنائية لمعاقبة الشعب على ممارسته حقوقه الأساسية مثل المشاركة في تظاهرات أو تنظيمها يرقى إلى عمليات قتل بموافقة الدولة".

وأضاف تورك: "تحويل الإجراءات الجنائية إلى سلاح لمعاقبة الشعب على ممارسة حقوقه الأساسية يصل إلى حد القتل بتفويض من الدولة"، موضحاً أنّ الإعدامات خالفت القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأعدمت إيران رجلين شنقاً، يوم السبت، لاتهامهما بقتل أحد أفراد الأمن خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد وصدرت أحكام بالإعدام على آخرين منذ ذلك الحين. وقال البيان إن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تلقى معلومات بقرب إعدام شخصين آخرين.

في غضون ذلك، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، يوم الثلاثاء، إصدار حكم جديد بالإعدام بحق شخص على خلفية ضلوعه في الاحتجاجات.

وأفاد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية عن صدور حكم بإعدام جواد روحي بعد إدانته بتهم "الإفساد في الأرض" و"الرّدّة بهتك حرمة القرآن الكريم من خلال إحراقه" و"تدمير وإحراق الممتلكات العامة".

ويرفع الحكم الجديد إجمالي عدد أحكام العقوبة القصوى الصادرة في قضايا متصلة بالاحتجاجات إلى 18، تمّ تنفيذ أربعة منها، بينما صادقت المحكمة العليا على حكمَين آخرَين.

وأفاد "ميزان أونلاين" بأن روحي "كان زعيم مجموعة من مثيري الشغب في مدينة نوشهر (بشمال إيران)، وحرّض المواطنين وشجّعهم على الشغب"، مشيرا إلى أن الحكم الصادر بحقه قابل للاستئناف.

على المقلب الآخر، طلبت السلطة القضائية الإيرانية من الشرطة التشدد في قمع المخالَفات المرتبطة بقانون الحجاب الإلزامي، وفق ما نقلته وكالة أنباء محلية يوم الثلاثاء.

تشهد إيران منذ 16 أيلول احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما)، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

وقتل مئات الأشخاص، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، وقيام مشاركات بخلع الحجاب الإلزامي.

وقال مساعد المدعي العام أبو الصمد خرم آبادي: "بتوجيه من المدعي العام، تلقت الشرطة، أخيراً، أمراً بمعاقبة صارمة لكل مخالَفة لقانون وضع الحجاب في البلاد"، وفق ما نقلته وكالة "مهر".

ويلزم القانون في الجمهورية الإسلامية النساء، أكنّ إيرانيات أم أجنبيات، بوضع غطاء للرأس في الأماكن العامة.

وبعد اندلاع الاحتجاجات، بات يمكن في أنحاء طهران ومدن أخرى، رؤية نساء يتجوّلن بلا غطاء للرأس، من دون أن يكنّ عرضة لإجراء أو تنبيه من الشرطة.

وفي الأسابيع الماضية، أغلقت السلطة القضائية عدداً من المقاهي والمطاعم، بعضها لفترة مؤقتة، على خلفية عدم التزام روادها بوضع الحجاب.

ويأتي الإعلان عن الطلب القضائي من الشرطة التشدد في قمع المخالفات، بعد أيام من كشف وسائل إعلام إيرانية أنّ الشرطة استأنفت تحذير مالكي السيارات من عدم التزام سيدات على متنها بقواعد اللباس الإلزامية خصوصاً وضع الحجاب، بعد تعليق ذلك في خضم الاحتجاجات.

واعتباراً من عام 2020، بدأ مالكو السيارات في إيران يتلقّون رسائل نصيّة قصيرة عبر هواتفهم بحال سجّلت الشرطة على متن المركبة مخالفة لقواعد اللباس في الجمهورية الإسلامية.

وقتل مئات الأشخاص، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" الجمهورية الإسلامية.

إلى ذلك، أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء بصدور حكم بالسجن 40 عاما على مواطن بلجيكي محتجز، إلى جانب جلده 74 جلدة بعد إدانته بتهم منها التجسس، في زيادة كبيرة عن عدد سنوات السجن البالغة 28 عاما التي أعلنتها بلجيكا في كانون الأول.

وقال وزير العدل البلجيكي في كانون الأول إن فانديكاستيل في السجن "بسبب سلسلة من الجرائم الملفقة" وحُكم عليه انتقاما لحكم بالسجن لمدة 20 عاما أصدرته محاكم بلجيكية على دبلوماسي إيراني في عام 2021.

وأُدين أسد الله أسدي بالتخطيط لهجوم إرهابي بعد إحباط مؤامرة لتفجير تجمع للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المعارض لطهران، بالقرب من باريس في حزيران 2018.