العدد 1604 /6-3-2024
قاسم قصير

انعقد (ملتقى الرافدين 2024) بنسخته الخامسة في العاصمة العراقية بغداد ما بين الثالث والسادس من آذار في ظل تحولات غير مسبوقة وأزمات متفاقمة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، تواجه خلالها الإنسانية تحديات جدية تهدد أمن الأفراد والمجتمعات والدول ولا سيما القضية الفلسطينية والحرب على قطاع غزة، وهذه التطورات أدت إلى المزيد التقلبات السياسية والظواهر الاجتماعية المقلقة وأثارت القلق على مستقبل البشرية ووضعتها أمام امتحان صعب بل كينونة وجودها على المحك، إذ فرضت هذه الأحداث إضافة للتحديات التكنولوجية الجديدة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والعولمة المفرطة ذات الوجه غير الإنساني، مشكلات متنوعة، ومنها الفقر وانحسار فرص العمل والتحولات الديموغرافية والتفكك الأسري واضطرابات الفكر والهوية وصعوبة التكيف مع التغير المناخي، في مقابل تناقص الموارد وضعف التحكم بها، فضلا عن تفشي ظاهرة العنف والتطرف ورفض الآخر التي تفضي إلى العزلة والتنابذ، وتشكل عقبة حقيقية في طريق استدامة النمو. وفي ظل فشل المؤسسات الدولية في وقف الحرب والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وتأسيسا على ما تقدم، وانطلاقا من الحرص على إيجاد منصة حوارية ناقش الملتقى الذي دعا إليه مركز الرافدين في العراق مختلف الجدليات المتشابكة، وذلك تحت شعار «مستقبل الإنسان... أزمات وتحولات».

ومن أهداف الملتقى التي سعى لتحقيقها:

1. استشراف مستقبل الإنسان في ظل تفجر الاكتشافات العلمية والتكنولوجية وتسارع التقدم العلمي، وإثراء النقاشات في تأثيرات ثورة الذكاء الاصطناعي، ولفت الانتباه إلى ما يمكن أن تؤديه تلك التقنيات في تدعيم الحوكمة الرشيدة ومواجهة التحديات المجتمعية، وفي الوقت نفسه الحذر من تطوراتها المفاجئة وتأثيراتها السلبية في مكانة الإنسان.

2. مراجعة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية التي تشكل تحديا خطيرا للإنسان، والتأكيد على ضرورة العمل الدؤوب على ابتكار مبادرات حقيقية للمعضلات المستجدة التي تواجهه محليا وإقليميا وعالميا، كالجريمة الإلكترونية والتجسس والصراع السيبراني.

3. متابعة ظاهرة تعدد الأقطاب في النظام الدولي الجديد، واحتمالية حدوث صراعات واختلالات مقلقة في موازين العلاقات الدولية، يمكن أن تؤثر سلبا في أوضاع الناس لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

4. التأكيد على دور العراق المحوري بوصفه فاعلا في الحلول التي تطرح لمعالجة المشكلات الإقليمية والدولية، وإظهار دور مراكز الأبحاث في الانخراط في عملية معالجة التوترات وتقديم النتاجات التي تتعاطى مع الأزمات بروح الحل العلمي.

5. يولي الملتقى آفاق الاقتصاد العالمي عناية خاصة، ويفرد مساحة مناسبة لموضوع تنمية رأس المال البشري، وطرح البرامج الجديدة والطموحة التي تصب باتجاه تطويره، وتبني مبادرات نوعية لتعزيز التدريب وتنمية المهارات والخبرات بما يلبي متطلبات سوق العمل وتسهيل الاندماج به.

وناقش الملتقى في جلساته الموضوعات الآتية:

1. التعددية القطبية: من يحكم المشهد العالمي.

2. إشكاليات العمل السياسي في العراق بين هيمنة القوى التقليدية وتنامي الأحزاب الناشئة.

3. أنسنة الاقتصاد العالمي.

4. استراتيجية التعليم في التصدي للمتغيرات العالمية وصناعة المستقبل.

5. آفاق الفكر الإنساني: الفن والثقافة مرآة الأمم.

6. العدوان الإسرائيلي على فلسطين: جولة حرب أم نهاية صراع.

7. تغير المناخ: ضرورات التعاون من أجل استدامة التنمية وحماية الكوكب.

8. عالم الذكاء الاصطناعي: تهديدات وفرص.

9. تشكيلات القوى الأمنية: قراءة موضوعية.

10. التواصل الرقمي: رؤى وطموحات.

وتضمن الملتقى ورش العمل الآتية:

1. رأس المال البشري: آليات التوظيف وآفاق الاستدامة.

2. التكامل التشريعي بين جودة النص القانوني وسيادة القضاء.

وشارك في الملتقى عدد كبير من مراكز الفكر والأبحاث والدراسات العربية والإقليمية والأوروبية والأمريكية والآسيوية كما في الملتقيات السابقة وستكون الرعاية المالية لجهات اقتصادية وتجارية ومؤسسات مالية عراقية وأجنبية ومنظمات دولية مهتمة بشؤون الشرق الأوسط

وقد تركزت النقاشات على التحديات التي يواجهها العالم اليوم وكانت القضية الفلسطينية حاضرة في العديد من الجلسات حيث جرى التأكيد من قبل المشاركين أنه لا حلول لهذه القضية إلا بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة وان شعار الدولتين من الصعب أن يتحقق وان على الشعوب العربية والإسلامية التعاون فيما بينها ومع كل أحرار العالم لمواجهة العدوان الإسرائيلي والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني اليوم.

كما جرى استعراض دور العراق التاريخي في دعم القضية الفلسطينية ولا سيما مشاركة جنود الجيش العراقي في حرب العام 1948 وحيث هناك مقبرة ونصب تذكاري لهؤلاء في منطقة جنين.

قاسم قصير