العدد 1436 / 11-11-2020

يشكّل إنتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الاميركية تطورا جديدا في السياسة الاميركية تجاه لبنان والمنطقة ، لكن الرئيس دونالد ترامب لم يعترف بخسارة الانتخابات الرئاسية امام بايدن وقرّر اللجوء الى القضاء لحسم النتائج واتخاذ القرار والموقف النهائي.

وبانتظار اتضاح الصورة النهائية في البيت الابيض الاميركيواستلام الرئيس الاميركي الجديد لمهامه في الثالث من شهر كانون الثاني من العام المقبل ، تتخوف بعض الاوساط الدبلوماسية والسياسية في بيروت ان يشهد لبنان والمنطقة تطورات خطيرة امنية وسياسية واقتصادية، سواء عبر تصعيد العقوبات الاميركية على شخصيات لبنانية ودول المنطقة، مع احتمال حصول ضربات عسكرية او امنية اسرائيلية بدعم اميركي على لبنان وسوريا ودول اخرى.

عقوبات اميركية ومخاوف امنية

بداية ماهي ابرز المخاطر والمخاوف المتوقعة في الشهرين المقبلين بانتظار تسلم الرئيس الجديد مهامه الرئاسية؟

بغض النظر عن الشكوك التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب حول نتائج الانتخابات الرئاسية ونجاح جو بايدن ، فقد دخلت اميركا مرحلة سياسية جديدة ، وكل العالم ينتظر التطورات والتغيرات التي يمكن ان تحصل على السياسة الاميركية في المرحلة الجديدة.

لكن الرئيس الاميركي الجديد لن يتسلم مهامه قبل الثالث من كانون الثاني من العام المقبل ، وهو يحتاج للكثير من الوقت لتحديد سياساته الجديدة ، وبانتظار ذلك تتخوف بعض الاوساط الدبلوماسية والسياسية في بيروت من حصول تطورات خطيرة على صعيد لبنان والمنطقة خلال الشهرين المقبلين .

وتشير هذه المصادر : ان فرض العقوبات الاميركية على رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل قد تكون بداية لسلسلة عقوبات جديدة قد تفرضها الادارة الاميركية الحالية على عدد كبير من الشخصيات السياسية والحزبية اللبنانية مما سيكون له انعكاسات خطيرة على الوضع اللبناني عامة وعلى الوضع الاقتصادي خاصة.

وتتوقع هذه المصادر ايضا فرض عقوبات اميركية على المؤسسات الايرانية والسورية وتصعيد في السياسات الاميركية ضد ايران وحلفائها في المرحلة المقبلة مما سيؤدي الى توترات كبيرة في المنطقة.

واضافة الى العقوبات،فان هذه المصادر تتخوف من حصول تطورات عسكرية وامنية في لبنان والمنطقة مما يشعل الاوضاع بشكل كبير ، وتعتبر : ان تعيين وزير دفاع اميركي جديد مؤشرا سلبيا وخطيرا ، وكل ذلك يستلزم الانتباه والحذر.

افاق المرحلة المقبلة

على ضوء هذه الاجواء ما هي طبيعة المرحلة المقبلة؟ وكيف تنظر قوى محور المقاومة للتطورات الجديدة؟

قد يكون من المبكر تحديد طبيعة افاق المرحلة المقبلة قبل حسم الاوضاع في اميركا واعلان الرئيس الاميركي الجديد لسياساته الجديدة تجاه المنطقة والعالم ، لكن الاوساط المتابعة للسياسة الاميركية خلال عهد الرئيس دونالد ترامب تؤكد ان هذه السياسة اعتمدت اقصى المواقف المتطرفة سواء تجاه ايران وحلفائها او تجاه القضية الفلسطينية، اضافة الى اعتماد سياسة التصعيد الامنية والعسكرية والاقتصادية وفرض اقصى العقوبات تجاه قيادات لبنانية او تجاه ايران وسوريا ، ولذلك فان هذه السياسات الاميركية التصعيدية قد وصلت الى اقصى الحدود ، ولم تحقق اية نتائج عملية ولذا لا بد من اعادة النظر في هذه السياسات من قبل الرئيس الجديد.

وفي مقابل هذه الاجواء والمخاوف تؤكد مصادر مطلعة في محور المقاومة : انه يجب عدم الرهان على التغيير في السياسات الاميركية ، والاهم ان تعمل قوى محور المقاومة لتنظيم اوضاعها لمواجهة كل التطورات المقبلة سواء خلال الشهرين المقبلين وقبل استلام الرئيس الجديد مهامه ، او في عهد الرئيس الجديد ، والاهم اعتماد منطق الصمود والاستعداد لكل الاحتمالات وعدم انتظار ما سيقرره الرئيس الاميركي ، لان اي تغيير في السياسات الاميركية سيتطلب الكثير من الوقت والانتظار.

وعلى ضوء هذه المعطيات تؤكد هذه المصادر : امامنا اليوم مرحلة صعبة ودقيقة وحساسة ولذلك يجب العمل لزيادة التنسيق بين قوى ودول محور المقاومة والقوى الفلسطينية وكذلك على صعيد الدول المعارضة للسياسات الاميركية والاسرائيلية، اضافة لتعزيز الوحدة الداخلية في لبنان والاسراع بتشكيل حكومة جديدة ومعالجة الوضع الاقتصادي وذلك لمواجهة كل التحديات والضغوط القادمة وكي نكون جاهزين لكل الاحتمالات المتوقعة.

قاسم قصير