العدد 1496 /19-1-2022

تشهد ألمانيا يوم الأربعاء محاكمة طبيب سوري يشتبه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية، من بينها تعذيب سجناء في مستشفيات عسكرية بسوريا، وذلك في ثاني قضية من نوعها في ما يتعلق باتهامات جرائم تعذيب بدعم من النظام في سوريا.

فبعد حكم محكمة ألمانية الأسبوع الماضي على ضابط المخابرات السوري السابق أنور رسلان بالسجن مدى الحياة لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، ستبدأ محاكمة الطبيب البالغ من العمر 36 عاما في المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت.

ويواجه المتهم، الذي تم الكشف عن اسمه الشخصي فقط (علاء. م) بموجب قوانين الخصوصية الألمانية، اتهامات بتعذيب معارضين للرئيس السوري بشار الأسد أثناء عمله طبيبا في سجن عسكري ومستشفيات بحمص ودمشق في 2011 و2012.

وكان "علاء م." قد وصل إلى ألمانيا في 2015 ليعمل طبيبا، إلى أن تم القبض عليه في يونيو/حزيران 2020. وهو منذ ذلك الحين رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة.

ويستخدم المدعون الألمان قوانين السلطة القضائية العالمية التي تسمح لهم بالسعي لمحاكمة المشتبه بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في أي مكان في العالم.

واتهم المدعون "علاء م." في 18 قضية تعذيب ويقولون إنه قتل أحد السجناء. وفي إحدى القضايا، يُتهم المدعى عليه بإجراء جراحة تصحيحية لكسر عظمي دون تخدير كاف.

كما أنه متهم بمحاولة حرمان السجناء من قدرتهم الإنجابية في قضيتين، وتشمل أساليب التعذيب الأخرى التي يقول المدعون إنه استخدمها ضد المدنيين المحتجزين غمر الأعضاء التناسلية لمراهق بالكحول في مستشفى عسكري بحمص وإضرام النار فيها باستخدام قداحة.

وعمل الطبيب أيضا في المشفى العسكري 601 بالمزة في دمشق، الذي شوهدت مشرحته وفناؤه، بحسب "هيومن رايتس ووتش"، في مجموعة من الصور التي تصور حجم التعذيب الذي تتبناه الدولة ضد المدنيين وقام بتهريبها إلى الخارج مصور يعمل مع الحكومة عرف باسم قيصر.

جرائم ضد الإنسانية

وقالت أنتونيا كلاين المستشارة القانونية في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، الذي يدعم الادعاء في القضية، إن العنف الجنسي باعتباره جريمة ضد الإنسانية سيلعب دورا مهما في المحاكمة.

وقالت كلاين "تُظهر المحاكمة أيضا مدى تنوع الجرائم (في الصراع السوري) وبأي حجم ستواصل الحدوث".

وقال المحامي السوري أنور البني، الذي يرأس جماعة حقوقية في برلين ساعدت في رفع القضية ضد "علاء م."، إن المحاكمة ستتمخض عن المزيد من الأدلة على أن الحكومة السورية حرضت على التعذيب للتغلب على الانتفاضة ضد الأسد.

وقال البني "نأمل أن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة"، مضيفا أنه يتوقع أن تصل المحكمة إلى حكم بنهاية العام الجاري.

قضية أنور رسلان

والخميس الماضي قضت محكمة ألمانية بالسجن مدى الحياة على الضابط السوري السابق أنور رسلان لإدانته بارتكاب جرائم تعذيب وقتل بحق معتقلين سوريين.

وكانت المحكمة الإقليمية العليا في مدينة كوبلنز التابعة لولاية راين لاند فالس الألمانية، قد وضعت يدها على قضية المتهم أنور رسلان، الضابط السوري اللاجئ في ألمانيا الذي كان يعمل في فرع الأمن المعروف باسم "فرع الخطيب" في العاصمة السورية دمشق، وهو أحد الفروع الأمنية التي يقول ناشطون إنها مارست أبشع الجرائم على السوريين.

ووجه المدعي العام لرسلان تهما، هي: تعذيب أكثر من 4 آلاف معتقل، وقتل 58 شخصا نتيجة التعذيب الشديد، إلى جانب المسؤولية عن حالتي اغتصاب وعنف جنسي. وبحسب الادعاء، فقد ارتكبت هذه الجرائم في الفترة الممتدة من أبريل/نيسان 2011 حتى أيلول/سبتمبر 2012.