العدد 1532 /12-10-2022

أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مساء الثلاثاء، بخطابٍ أراده هادئاً وفق تعبيره ليعلق على تطورات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، "بعيداً من التهديد والتوعّد، الذي يمكن أن يستفيد منه العدو الإسرائيلي"، كما يقول، معبّراً أن "الليلة فرح وتصفيق، ونحن نريد أن نأكل العنب، لا استعراض عضلات ولا تعلية للسقف".

ودعا نصر الله "المقاومين إلى البقاء على جهوزية ويقظة إلى أن نرى بأم العين أن التفاهم قد وقّع، وبعد التفاهم يومٌ آخر".

ويركز حزب الله ونوابه ومسؤولوه في كل مناسبة وموقف على الدور الذي ممارسه في تقوية الموقف اللبناني، من خلال معادلة المُسيرات التي فرضها عندما أطلقها باتجاه حقل كاريش النفطي، لمنع إسرائيل من استخراج النفط قبل إتمام الترسيم وحصول لبنان على مطالبه وحقوقه، على الرغم من الاتهامات التي تطاوله كما المفاوضين اللبنانيين السياسيين بالتنازل عن حقوق لبنان ومساحاته البحرية وثرواته النفطية عند إطاحتهم الخط 29 الذي كان الوفد العسكري بناءً على توجيهات الرئيس ميشال عون يفاوض على أساسه مع انطلاق الجولات في أكتوبر/تشرين الأول 2020، قبل أن يعود عون وينقلب عليه، مع عدم توقيعه المرسوم رقم 6433 الذي كان من شأنه أن يمنح لبنان حقل قانا كاملاً، ونسبة من حقل كاريش.

وقال نصر الله، في احتفال مركزي بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، إن اللحظة التي تذهب فيها الوفود إلى الناقورة جنوباً مقرّ الأمم المتحدة لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود وفق الآلية المتفق عليها يمكن عندها أن نقول إن التفاهم حصل، ولحينها يجب أن نبقى محتاطين ويقظين.

وأضاف "نحن أمام ساعات حاسمة، والجهة الرسمية التي تعبّر عن الموقف اللبناني هي الرئيس ميشال عون وذلك بعد التشاور بين رئيسي البرلمان نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي".

وأكد نصر الله أنه "بالنسبة إلينا، ما يعنينا هو قول المسؤولين اللبنانيين أن التفاهم يحقق المطالب الرسمية للدولة اللبنانية، وما يهمّنا هو استخراج النفط والغاز من الحقول اللبنانية".

كما دعا نصر الله القوى السياسية والإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي إلى عدم تخريب "العرس الوطني بالإنجاز" عندما يحصل، والتعاطي بمسؤولية مع الملف، مشيراً إلى أن الموضوع يجب أن يقارب بأنه ثروة وطنية لا تملكها طائفة ولا جهة أو منطقة معينة.

وقال نصر الله "نحن أمام تجربة ممتازة جداً في لبنان، وذلك بالتضامن الرسمي والوطني ووقفة الدولة والمقاومة والشعب والجيش بموقف موحد وصعب من هذا النوع في ظل الظروف الإقليمية والدولية، إذ لا أحد في الكرة الأرضية يسأل عن لبنان وحقول النفط والغاز في المياه اللبنانية ولا حدوده البحرية، بل مشغولون بالشتاء وانقطاع الكهرباء ومشاكلهم الخاصة".

وذكر نصر الله: "لم نكن بحاجة إلى إرسال مسيرات أو قطع بحرية أو القيام بأي شكل من أشكال المناورات سواء في البحر أو البر، لأن الهدف منذ البداية كان إفهام العدو أن المقاومة جادة في مواقفها".

حكومياً، اكتفى نصر الله بدعوة المعنيين إلى تشكيل حكومة في الوقت المتاح وذلك قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر الجاري، مشيراً إلى أنه "يجب ألا نيأس"، لافتاً إلى أن الملف "يدخل في هبات باردة أحياناً وساخنة أحياناً أخرى.

واجتمع عون بميقاتي، بحضور وزير الخارجية عبدالله بو حبيب. وأعلن ميقاتي بعد ذلك أنه "تجرى حالياً قراءة أخيرة من قبل فريق العمل اللبناني وهناك بعض التفاصيل الصغيرة التي تتعلق بالترجمة إلى اللغة العربية، والرئيس عون سيطل على اللبنانيين الليلة أو غداً على أبعد تقدير ليزف البشرى إلى اللبنانيين ببدء مرحلة جديدة نأمل أن تحمل الخير للبنان بعدما انتهينا من مرحلة كانت صعبة".

ورأى دويهي أن "عدم مطالبة النواب رئيس المجلس بعرض تفاصيل الاتفاق وكيفية إدارته سيؤدي بنا إلى النتائج الوخيمة نفسها التي نتخبط فيها حالياً، وأوصلت البلاد إلى الفقر المدقع والبطالة المستشرية والهجرة المتفاقمة وتردي الخدمات العامة فضلاً عن الإفلاس المصرفي والمالي".

وختم: "لذا، لا بد من حراك فعَّال على كل الصعد لكشف تفاصيل الاتفاق لكي لا يحول هذا الأخير دون إفلات هؤلاء من العقاب قبل بدء استخراج النفط والغاز، وإلاّ ستتكرر الكارثة مرة بعد أخرى على حساب البلاد ومقدراتها المنهوبة والناس وحقوقها المسلوبة".

وأكد المسؤولون اللبنانيون أن لبنان نال كل حقوقه من حقل قانا، وحصته فيه على الجبهتين، ولن تكون هناك لا شراكة بين لبنان وإسرائيل ولا تقاسم ثروات مباشرة، على أن يأخذ الجانب الإسرائيلي تعويضاته من شركة "توتال" الفرنسية، تبعاً لاتفاق يجري بينهما، وليس من الحصة اللبنانية، وهذه كانت من النقاط الخلافية التي حلّت.