العدد 1536 /9-11-2022

بدعوة من السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عقد المؤتمر الوطني في الذكرى الـ33 لإبرام اتفاق الطائف، في قصر «الأونيسكو»، بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وممثل الرئيس نبيه بري النائب كريم كبارة، وزير خارجية الجزائر الأسبق الأخضر الإبراهيمي، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، الوزراء: جوني القرم، زياد المكاري، جورج كلاس، أمين سلام، وليد نصار، عباس الحاج حسن، ناصر ياسين وبسام مولوي، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا، النواب: فادي علامة، ياسين ياسين، أكرم شهيب، أيوب حميد، إبراهيم منيمنة، عناية عز الدين، حسن مراد، بلال عبدالله، وليد البعريني، أشرف ريفي، سامي الجميل، هاغوب بقرادونيان، آلان عون، سيزار أبي خليل، عبد الرحمن البزري، غادة أيوب، بيار بو عاصي، مروان حمادة، طوني فرنجية، وائل بو فاعور، فؤاد مخزومي، ميشال معوض، نعمة افرام، دوري شمعون وغسان حاصباني ، والدكتور عماد الحوت .

حضر أيضا النواب والوزراء السابقون: ادمون رزق، بطرس حرب، إيلي الفرزلي، نهاد المشنوق، اوديس كيدانيان، مروان شربل، هادي حبيش، سمير الجسر، زياد بارود، وضاح الصادق، طارق متري، وطلال المرعبي، المطران بولس مطر، المفتي أحمد قبلان، وفد من «تيار الكرامة» يمثل النائب والوزير السابق فيصل كرامي، وحشد من السفراء العرب والأجانب والسياسيين والإعلاميين.

ألقى السفير بخاري كلمته حول توقيت المؤتمر والرسالة منه والمضامين التي يحملها، وقال: «بداية أتوجه بالشكر لكل المشاركين والمشاركات في هذا المنتدى الذي يعكس اهتمام وحرص المملكة العربية السعودية، وهي الرسالة اليوم.

وعن المبادرة الفرنسية لإطلاق حوار لبناني مشترك وبعد زيارة للسفير بخاري الى باريس قال: «أؤكد حرص الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زياراتنا الى الإليزيه للقاء مستشاري فخامته، فقد طرحنا سؤالا حول احتمالية في نيّة فرنسا لدعوة القادة إلى لقاء وحوار وطني، أكدوا لنا أنه ليس هناك أي نيّة في طرح لدعوة أو نقاش طائف أو تعديل دستور».

وتحدث الأخضر الإبراهيمي حول إمكانية أن يكون الطائف «جوهرة لحل الأزمة اللبنانية»، وقال: «أتوجه بالتحية الى النواب الذين ساهموا بالطائف وهم معنا اليوم وأترحّم على من غادرنا منهم، وأخص مقدمة الشكر الرئيس رينيه معوض، الذي كان رئيس الطائف وشهيده. كما أود أن أترحّم أيضا على روح الشهيد رفيق الحريري والوزير السعودي للشؤون الخارجية السعودية سعود الفيصل، اللذين كانا بطلين من أبطال الطائف، وعملا مع النواب أكثر من أي جهة أخرى».

أما عن الهدف من اتفاق الطائف فقال: «الهدف من اجتماع الطائف والهدف من العمل الذي أوصلنا إلى اتفاق الطائف والهدف الذي تحقق في الطائف كان يعني أولا وقبل كل شيء إلى إنهاء الحرب. ثانيا الى ملء الشغور الذي حل بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ثالثا فتح الطريق أمام اللبنانيين جميع اللبنانيين لبناء دولتهم الجديدة وكان هناك أمل كبير ألا يتوقف عمل اللجنة الثلاثية بالخروج من الطائف، بل أنها ستواكب عمل لبنان من أجل إعادة بناء الدولة وإعمار لبنان.

وتحدث الرئيس فؤاد السنيورة قائلا: «أود الاستشهاد بأمرين: ان الكلام الذي أطلقه البطريرك إلياس حويك في مؤتمر السلام في باريس عام 1919 حيث قال: إننا نطالب بكيان وطني وعلى أساس الوطنية السياسية لا الدينية، وهو ما يحدث للمرة الأولى في تاريخ هذا الشرق.

ان الدروس والعِبَر التي يمكن استخلاصها من هذه التجربة اللبنانية القائمة على التنوع تفيد بأن لبنان كونه بلد العيش المشترك لا يقوم ويدوم ويترقى على أساس موازين القوى المتغيّرة بطبيعتها أي على منطق الغلبة التي قد تنتقل حسب هذا المفهوم من مجموعة إلى أخرى بحسب تغيّر تلك الموازين، وبحسب تغيّر الظروف الداخلية أو تغيّر موازين القوى الاقليمية الدولية، بل يقوم على قوة التوازن المستدام الذي يحقق الاستقرار الوطني والسياسي والاقتصادي والثقافي والمعيشي.

إن ما بيّنته الوقائع وعلى مدى سنوات طويلة أن لا حل طائفيا أو فئويا لأي مشكلة طائفية في لبنان، بل هناك حل واحد ينبغي أن يكون وطنيا وللجميع، ذلك أن لبنان وهو وطن الرسالة كما سماه البابا يوحنا بولس الثاني «يقوم بالجميع أو لا يقوم، وللجميع أو لا يكون».

وختم: «أعتقد ان هذا الأمر يجب أن يكون همّنا الأساس وعند انتخاب رئيس جديد الذي يفترض أن يكون شخصيا مؤمنا حقيقة باتفاق الطائف وأن يرعى عملية العودة الى تطبيقه بشكل صحيح».

وفي نهاية الجلسة الأولى من المؤتمر، قدّم بخاري درعا تكريمية وميدالية من وزارة الخارجية السعودية للإبراهيمي لجهوده على صعيد إرساء الوفاق في لبنان والتوصل الى صيغة الوفاق الوطني في الطائف وقبل الطائف.

وفي الجلسة الثانية، شارك كل من النائب غسان حاصباني، والوزير السابق ادمون رزق، والوزير السابق بطرس حرب، والوزير السابق طلال المرعبي، والبروفيسور انطوان مسرة والدكتور نزار يونس بمداخلات على المنصة لاستكمال المنتدى.

حاصباني

ثم تحدث وليد جنبلاط، فبدأ مداخلته قائلا: «هذه القاعة تعود بي بالذاكرة 50 عاما إلى الوراء، حينما كان اليوم الأربعين لكمال جنبلاط، وهنا بدأت بحياتي السياسية».

واستذكر المحطات السياسية والعسكرية التي سبقت الوصول إلى إتفاق الطائف، فأشار إلى أنه «سنة ١٩٨٨، تشكلت اللجنة السداسية العربية وكان هدفها مساعدة لبنان على إنتخاب رئيس، وخرجت بتوصية أن سوريا كانت وراء عرقلة الحل، هذا كان انطباعنا آنذاك، وفي آذار ١٩٨٩ أطلق ميشال عون «حرب التحرير» المدمرة التي أوصلت البلاد إلى درجة غير مسبوقة من الدمار والضحايا بإستثناء القصف الإسرائيلي على بيروت الغربية سنة ١٩٨٢، فكان القصف والقصف المتبادل طوال أشهر».

وختم: «المعركة الكبرى ليست الآن في صلاحيات الرئاسة الواضحة دستوريا وسياسيا، المشكلة في إنتخاب الرئيس ولاحقا تشكيل حكومة ذات مصداقية تطلق الإصلاحات المطلوبة، للبدء بالإنقاذ الاقتصادي والمالي. لكن لا معنى لكل هذا اليوم إذا لم ننتخب رئيسا للجمهورية».

وأشارت إلى أن «الاتفاق وضع نظاما سياسيا جديدا يلبّي طموحات اللبنانيين من خلال تبنّي الإصلاحات وتنفيذها وتأسيس الانتماء الوطني».

{ ورأى النائب والوزير السابق بطرس حرب من الأونيسكو، أنه «من السهل اليوم انتقاد الطائف، ولكن لم يكن سهلا ما كان يُعانيه يومها لبنان من قتل وقصف».

{ بدوره، اعتبر النائب والوزير السابق ادمون رزق من «الأونيسكو»، أن «ما نشهده أن جوهر الاتفاق شراكة حضارية في نظام حر». ولفت إلى أن «لا إكراه في الوطنية كما في الدين».

{ ودعا النائب والوزير السابق طلال المرعبي من «الأونيسكو» إلى «إنشاء مجلس شيوخ وإلغاء الطائفية السياسية لا العمل بالترويكا». وشكر «السعودية التي ترعى اتفاق الطائف ولبنان من دون مقابل، وتسعى فقط الى فرض الاستقرار».