العدد 1371 / 24-7-2019

أثار قرار وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان، القاضي بمعاملة العامل الفلسطيني معاملة الأجنبي، ودفعه للاستحصال على إجازة عمل، موجة مظاهرات عارمة لم تشهدها مخيمات اللجوء الفلسطينية في لبنان من قبل

ويتواصل الحراك الفلسطيني في مخيمات لبنان، رفضًا لقرار وزير العمل؛ منذ عشرة أيام، وسط تضامن شعبي وحراك سياسي في لبنان ومن قبل الفصائل الفلسطينية

الوزير مُصر على تطبيق القانون

وقد أكد أبو سليمان، يوم الثلاثاء، لاتحاد عمّال فلسطين، الذي زار وزير العمل اللبناني، أن مطلب الإعفاء التام من إجازات العمل يتطلّب تعديلاً في قانون العمل

وقال الوزير اللبناني: "القانون يجب أن يطبق، وقانون اليوم يقضي باستحصال الفلسطيني على إجازة عمل"

من جهته، دعا حزب "الكتائب اللبنانية"، بعيد اجتماع مكتبها السياسي الأسبوعي، إلى وقف ما أسمته "وقف العراضات الفلسطينية المسلحة بحجة وبغير حجة ، وأضاف البيان "يجب تطبيق القوانين المرعية الإجراء على اللبنانيين والنازحين واللاجئين، وخصوصًا قانون العمل، وعدم التراجع أمام أي ضغط أو تهويل، وذلك حماية لليد العاملة اللبنانية، وتنظيم سوق العمل."

احتجاجات سلمية ونضال مميز

وسط كل ذلك، يُسطر الشبان الفلسطينيون في لبنان، نضالًا مميزًا من ناحية تطوير طرق العصيان المدني، إذ يتحضر الفلسطينيون في لبنان والمتضامنون معهم، عند الساعة 8 من مساءاﹰ، لإضاءة شموع عند مداخل المخيمات كافة، وعلى طرقاتها وفي أزقتها، وعند شرفات المنازل أيضًا، كـ "تعبير سلمي" رفضًا لإجراءات الوزير أبو سليمان

وفي مخيم عين الحلوة، جنوبي لبنان، استيقظ سكان المخيم، ، ليجدوا عددًا كبيرًا من الشبان والأطفال المعتصمين قد ناموا ليلتهم عند المدخل الرئيسي للمخيم، فهم قد عقدوا النية على المبيت حتى إسقاط القرار، في لفتة إصرار وتحدٍ

مطاعم عدة داخل مخيم عين الحلوة، وعدت الشبان بتأمين الطعام لهم، وذلك لدعمهم على مواصلة حراكهم، ولحث آخرين على المشاركة والمؤازرة حتى عودة الوزير اللبناني عن قراره.

العصيان مستمر

الإطارات المشتعلة ما زالت حاضرة في مشهد الحراك الفلسطيني، حيث يقطع الشبان المداخل بالإطارات للتعبير عن حالة الاستنكار والغضب الذي يعتليهم، كما يقومون بإرجاع الشاحنات المحملة بالبضائع إلى "حسبة" صيدا.

تجار "الحسبة" أصبحوا يتذمرون ويشتكون من عدم شراء تجار مخيمي عين الحلوة والمية ومية لبضاعتهم بسبب إضرابهم وإغلاق محالهم، الأمر الذي يكلفهم خسائر مادية كبيرة جدًا.

الأمر لم يتوقف هنا، حيث عمد تجار مخيم الرشيدية، في مدينة صور، وفي وقفة تضامنية، إلى إرسال عدد من الشاحنات المحملة بالبضائع الغذائية إلى تجار مخيم عين الحلوة.

مداخل أخرى في المخيم، استبدل المعتصمون عندها، إشعال الإطارات، بشكل آخر من طرق التعبير، فتم جمع الإطارات ووضعها فوق بعضها البعض لتشكل سورًا، يمنعون عملية التنقل من وإلى المخيم.

وفي مخيم البص في مدينة صور الجنوبية، أغلق الشبان المدخل الرئيسي للمخيم، كما منعوا إدخال البضائع من الجانب اللبناني.

كذلك هي المسيرات والمظاهرات بلا توقف، حيث تشهد المخيمات عددًا من التظاهرات التي تقوم مجموعات الحراك بالدعوة لها، في مخيم نهر البارد والبداوي والمية ومية والرشيدية والبرج الشمالي وبرج البراجنة.