العدد 1406 / 25-3-2020

مع انتشار فيروس كورونا في لبنان والعالم انصرفت جهود القادة والمسؤولين السياسيين الى معالجة هذا الوباء ومحاولة احتوائه بعد ان ضرب دول العالم جمعاء بدءا من الصين حيث كانت نقطة انتشار الفيروس مرورا بدول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية وصولا الى باقي دول العالم , وان تراوحت نسبة الاصابات بين دولة واخرى وقارة واخرى .

في زمن انتشار وباء كورونا اختلفت ردود الفعل بين دولة واخرى فهناك دول مثل دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية والصين ...الخ ,وضعت كل امكانياتها المادية والصحية من اجل مواجهة هذا الوباء , وفرضت الحجر الصحي على مواطنيها , ولكنها التزمت بتقديم كل المستلزمات اللازمة للمواطنين للبقاء في منازلهم مثل المواد التموينية والطبية والمالية .

وهناك دول اخرى ومنها لبنان قامت بفرض الحجر الصحي على مواطنيها وفرضت حالة الطوارئ والتعبئة العامة وطلبت من المواطنين البقاء في منازلهم من اجل الحد من انتشار الوباء . لكنها عجزت عن تقديم ما هو مطلوب منها للمواطنين القابعين في منازلهم سواء من ناحية المواد التموينية والطبية او المالية , وطلبت من المواطنين البقاء في المنازل والاكتفاء "بالخبز والزيتون" كما قال وزير الداخلية محمود فهمي , وهو ما ادى ويؤدي الى عدم الالتزام الكامل بحالة الحجر الصحي من قبل المواطنين , وادى الى ارتفاع الصرخات المطالبة بتأمين الحد الادنى للموطنين من تطلبات المساعدات سواء كانت تموينية او طبية او مالية حتى يستطيعوا تمرير فترة الحجر الصحي الذي دعن اليه الحكومة اللبنانية .

والسؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا عن دور الاحزاب والقوى السياسية اللبنانية اضافة الى دور الدولة في مواجهة هذا الوباء ؟

مع بدء انتشار فيروس كورونا في لبنان مع وصول اول حالة مصابة بالفيروس من ايران قامت الدنيا ولم تقعد من قبل القوى والاحزاب وشخصيات لبنان , واتهمت هذه الاحزاب والقوى والشخصيات الدولة والحكومة بالخضوع "لحزب الله" لناحية فرض حظر على الرحلات من ايران .

لكن مع توسع انتشار الفيروس عالميا وزيادة اصابات اللبنانيين القادمين من مختلف دول العالم ولا سيما من دول الاتحاد الاوروبي , ومع قيام الجكومة ما هو مطلوب منها لناحية العناية الطبية للمصابين بالفيروس وكذلك الامر بالنسبة لوقف الرحلات الجوية من كل دول العالم وفرض حالة التعبئة العامة في لبنان , ثارت التساؤولات من قبل اللبنانيين عن دور هذه الاحزاب والقوى والشخصيات السياسية في مواجهة وباء كورونا ومساعدة اللبنانيين التي تعطلت اعمالهم وارتضوا البقاء في منازلهم .

فهذه الاحزاب السياسية والقوى والشخصيات سواء تلك المشاركة في حكومة الرئيس حسان دياب او تلك المعارضة لها غابت عن السمع كليا لناحية تقدي المساعدات للبنانيين , وتمتفي فقط بمطالبة الدولة بفرض حالة الطوارئ في كل لبنان لمنع انتشار فيروس ورنا بصورة اكبر من ذلك .

وهنا نسأل هذه الاحزاب التي كانت تطلب الدعم والمساندة من اللبنانيين في فترة الانتخابات وفي فترات خلافاتها فيمابينها , اين هي ماكيناتكم الحزبية ؟ هل هي فقط مؤهلة للعمل في فترة الانتخابات والتعبئة السياسية والحزبية ؟

اين اموالكم لمساعدة اللبنانيين الذين يعاون من نقص الاموال والغلاء وانتشار الوباء ؟ هل الاموال موودة فقط لتمويل الحملات الانتخابية او للتعبئة السياسية والحزبية والطائفية وتحريض اللبنانيين على بعضهم البعض ؟

واذا كان البعض يقول الحال من بعضه فالاموال مفقودة كما يعلم الجميع والمساعدات مقطوعة من قبل تاجهات الداعمة ؟

فتقول لهم اين امالكم الشخصية التي تقدر بمليارات , فاخذ النواب قبل انتشار فيروس كورونا اقام حفل زفاف لابنة تكلف ما يقارب المليون دولار , وزعيم شمالي اقام الافراح والليالي الملاح مدة اسبوع في منطقته بمناسبة زواج ابنه , ورئيس سابق للحكومة اقام حفل زفاف اسطوري لابنه في احدى الدول العربية تكلف اكثر من عشرة ملايين دولار .

اين نواب بيروت والشمال وباقي نواب لبنان البعض منهم تبرع يراقب شهر لمساعدة مستشفى الحكومي , لكن المواطنين العاديين الذي يطلق عليهم اصحاب "قرش الارملة" تبرعوا ب 25 مليار ليرة لبنانية دعما للمصابين بالكورونا .

باختصار , وكما في شعار ثورة او انتفاضة الشعب اللبناني في 17 تشرين اول 2019 "كلن يعني كلن" , فهذه الطبقة السياسية الفاسدة همها فقط مصلحتها , ام هم لبنان واللبنانيين فهو في آخر اعتماماتها .

بسام غنوم