العدد 1408 / 8-4-2020

تقول الكاتبة الهندية رنا أيوب إن الأمر لم يستغرق وقتا طويلا قبل أن تتلوث استجابة الهند لفيروس كورونا (كوفيد-19) بنوع من التمييز وكراهية الإسلام، التي ميزت الإدارة القومية لرئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وتشير الكاتبة -في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية- إلى انتشار وسوم (هاشتاغات) غير مؤرخة وتحمل الاسم "كورونا جهاد" على نطاق واسع عبر تويتر مؤخرا، وتم الإبلاغ عنها بأنها صادرة عن جماعة "التبليغ". وتضيف أن الحكومة الهندية ربطت الأحد الماضي هذه التغريدات بنحو ألف إصابة بفيروس كورونا نتجت عن الاجتماع السنوي لجماعة التبليغ، الذي عقدته في الفترة بين 8 و10 آذار الماضي، وذلك قبل أيام من إعلان الهند حالة الطوارئ الصحية، ودعوتها إلى إغلاق عام في البلاد.

وفي حين أن معظم الناس -بمن فيهم المسلمون- يوافقون على أن عقد الاجتماع السنوي كان غير مسؤول، ويعرض حياة كثيرين للخطر؛ فقد واجه الحدث قدرا غير متناسب من النقد اللاذع.

اتهام المسلمين

وتضيف الكاتبة أن المسلمين في الهند أصبحوا بين عشية وضحاها المذنبين الوحيدين والمسؤولين عن انتشار هذا الوباء في البلاد. وتتساءل: وماذا عن الجماعات الدينية الأخرى المختلفة التي عقدت تجمعات في مختلف المعابد في جميع أنحاء البلاد خلال الفترة الزمنية نفسها، مما عرض العديد من الأرواح للخطر؟

ففي ولاية ماديا براديش الشمالية، تم وضع أكثر من 25 ألف شخص في الحجر الصحي بعد أن قام رجل قادم من دبي بأداء طقوس هندوسية بحضور 1200 شخص في 20 آذار الماضي.

تمييز وكراهية

وتضيف أن علامات التصنيف والتمييز الأخرى شملت وسم "بيوجهاد"، وأن هذه الكراهية للإسلام والمسلمين وجدت دعما رسميا في الهند، عبر تصريحات بعض المسؤولين في البلاد مؤخرا. كما لعبت بعض وسائل الإعلام الهندية دورا في نشر هذا الكراهية، في وقت ينتشر فيه الفيروس بأنحاء العالم، حيث بثت بعض القنوات في الهند قصصا كاذبة مفادها أن المسلمين المصابين بفيروس كورنا يقومون بالبصق على الناس لنشر الوباء. وقيل إن المسلمين كانوا يلمسون الطاقم الطبي في المستشفيات بأجسادهم العارية.

وفي الوقت الذي تم فيه تفنيد وفضح تلك القصص، كان قد تمت مشاركتها بالفعل من جانب ملايين الأشخاص، عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وسط اتهامات للمسلمين بأنهم أسهموا في نشر الفيروس، وأنهم مسؤولون عما نسبته 60% من تفشيه في البلاد.