العدد 1465 /9-6-2021

مبادرة الرئيس نبيه بري ما زالت على قيد الحياة ، ولو أن الكثيرين يرون أنها في الرمق اﻷخير . وهي على وجه الدقة في غرفة العناية الفائقة حيث يتولى الثلاثي علي حسن خليل ، الحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا عمليات اﻹنعاش اللازمة في مثل هذه الحالات . كما أنها المبادرة الوحيدة القادرة على السير في ظل تحطم الحافلة التي كانت تقل المبادرة الفرنسية " الطيبة الذكر ". وقد أعطى الرئيس بري نفسه أسبوعا إضافيا كي تفلح جهوده المبذولة في إستيلاد الحكومة العتيدة .

ولكن هيهات هيهات ان تلين المواقف أو أن يذوب الجليد بين أطراف استحكم بينهم العداء وباتوا يخوضون معركة تختزل كل المعارك . فالمعركة التي تخاض اليوم هي في نهاية المطاف معركة اﻹستحقاقات القادمة في العام 2022 ، ذي اﻹنتخابات الثلاثة البلدية والنيابية والرئاسية . مع ما يسبقها من صراع دام حول القانون اﻹنتخابي الذي سيحدد أحجام القوى وأوزانها . ومع ما قد يطرأ من تعطيل في مسار اﻹنتخابات الرئاسية التي توجب وجود حكومة تتولى اﻹمساك بالسلطة . والتعطيل في اﻹنتخابات الرئاسية المستحقة في خريف العام القادم قد يكون مرجحا في ظل اﻹحتدام القائم محليا وإقليميا ودوليا . وتجربة حكومة الرئيس تمام سلام بين عامي 2014 و2016 ماثلة أمام العيان ، وهي تمثل هاجسا كابوسيا حتميا لدى قيادة التيار الوطني الحر ولدى النائب جبران باسيل .هذا فضلا عن الكثير من الملفات الخلافية القائمة والمطلوب حسمها على مائدة مجلس الوزراء في كافة المجالات اﻹقتصادية والدستورية والسياسية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي .

في هذه اﻷثناء تتفاقم المشكلات ﻹقتصادية والمالية والحياتية بشكل جنوني ، وتشتعل أزمة البنزين والمازوت والكهرباء واﻹنترنت وما يليها ويترتب عليها من أزمات . وتكبر الطوابير أمام محطات الوقود بإنتظار الطوابير اللاحقة أمام اﻷفران دونما حاجة الى طوابير أمام الصيدليات التي فرغت من محتوياتها العلاجية وتحولت الى متاجر نوفوتية لا تغني ولا تسمن من جوع . يحصل كل ذلك دون أن المعنيين بالتشكيل الحكومة بحجم الجريمة التي يرتكبونها عندما يعرقلون الولادة الحكومية الميمونة ويضاعفون من آلام الناس وأوجاعهم .

... إن معركة تشكيل الحكومة المفترضة معركة واحدة تختصر معارك شتى قد تشكل خطرا وجوديا كبيرا على وحدة الكيان اللبناني المجيد .

أيمن حجازي