العدد 1547 /25-1-2023
أيمن حجازي

مع صدور قرار المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار ، دخل لبنان في مرحلة جديدة من التفسخ طالت هذه المرة البنية القضائية والبنية الأمنية عن سابق تصور وتصميم . وقد تضمن هذا القرار مطالعة قانونية جذرية تبدد كل المفاعيل المترتبة على كف يده منذ ثلاثة عشر شهرا ، معلنا العودة الى ممارسة مهامه كمحقق عدلي في جريمة تفجير المرفأ . ومضيفا الى كل ذلك تسطير إستدعاءات شملت مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير عام جهاز أمن الدولة طوني صليبا ، بالإضافة الى عدد من كبار القضاة والمسؤولين المتنوعين .

... كان قرار القاضي بيطار إنقلابيا بإمتياز فقد طال مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير عام جهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا ومدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات . وقد رد عويدات ردا حازما وحاسما اعتبر فيه قرار البيطار وكأنه لم يكن ، وأكد صحة استمرار حالة كف اليد التي وضع فيها القاضي بيطار منذ ثلاثة عشر شهرا . لقد تزلزل الجسم القضائي من جراء الخطوة التي طالت في ما طالت مدعي عام التمييز وهو صاحب مركز رفيع في البنية القضائية اللبنانية . وقد ورد في قرار القاضي بيطار ما يوحي بأنه قد وضع يده على جزء من صلاحيات مدعي عام التمييز وحل محله في جوانب هامة من المسار القضائي التقليدي الذي يتطلبه عمل المحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ . أما الزلزال الأمني المفترض فقد تمثل باستهداف اللواءين عباس ابراهيم وطوني صليبا ، وهذا ما قد يستدعي ردود فعل غير محمودة . ولكن البعض المراقب يشيع أجواء طمأنة ويؤكد أن الرد الذي اعتمده القاضي غسان عويدات على قرار القاضي بيطار يفترض أن يقطع الطريق على أية ردود فعل مفترضة ويحبط مفاعيل الإنقلاب الذي حصل تحت مظلة النشاطات المتنوعة للوفود القضائية الأوروبية الزائرة للوطن اللبناني الحبيب . ويجزم البعض بأن حليب السباع الذي شربه القاضي بيطار ودفعه الى إصدار قراره الأخير كان منتجا من منتجات المزارع الأوروبية الشهيرة بإنتاج هذا النوع من الحليب ...

" الخبيصة " التي حصلت خطيرة جدا فهي توحي بإنقسامات عامودية داخل بنيان الإدارة اللبنانية الأمنية والقضائية فضلا عن الإدارة المالية المهشمة أصلا . وفي ظل قيام " بروفة انتداب قضائي " تنفذه الوفود الأوروبية الزائرة . وبالتزامن مع رفع أصوات المروجين والداعين الى قيام فيدرالية لبنانية يرى فيها البعض حلا لأزمة الوطن المنكوب . مع كل ما يحمله هذا الطرح من تهديد مباشر للوحدة الوطنية اللبنانية وتلويح واضح بفرض الواقع التقسيمي الذي يتلذذ بمفاعيله بعض " الخونة والأذناب والعملاء " . أعتذر .

أيمن حجازي