العدد 1511 /11-5-2022

بادئاً ذي بدء ، ‏نحن عائلة الداعية الشاعر الراحل عثمان حسين عثمان رحمه الله تعالى.

‏نبارك ‏لكم صيامكم وقيامكم في هذا الشهر الفضيل المبارك رمضان، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.

‏ونهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك، فكل عام وأنتم بخير وجعل ‏الله عيدكم مباركاً.

‏إخواني،أخواتي ، فقد مضى على وفاة والدنا الحبيب أبو المزن (أبو مازن )ما يقرب من خمسة شهور رحمه الله تعالى.

‏لا نستطيع أن نصف ‏لكم مقدار الشعور باليتم ‏واللوعة والحرمان من بعده.

‏ إن الفَقْدَ هو ذلك الشعور بأن الجبل الذي كنت تستند إليه كل وقتك قد اختفى فجأة.

‏ ‏ ‏إنه الشعور ‏ بالفراغ والضياع ‏من بعده .

‏نتذكره نعم وهذا كل يوم،نشتاق للحديث معه فلا نجده.

‏وإني أصدقكم القول بأني كنت أتمنى الموت قبله لا بعده ولكنه قضاء الله وقدره .

‏شاعرنا الحبيب أيها الإخوة والأخوات الأحبة، كان فعلا ذاك الرجل العصامي الذي بنى نفسه بنفسه منذ أن تفتحت ‏عيناه على الدنيا .

فقد اصطفاه ‏الله سبحانه وتعالى لتأدية الرسالة التي خلق من أجلها .

‏فكان الإبن ‏البار بعائلته والطالب المجتهد في دراسته والفلاح المُجِدَّ في عمله ‏والأستاذ المربي الصادق في عطائه والشاعر المبدع في شاعريته ‏وأخيراً ‏وليس آخراً ‏الداعية المتألق في دعوته (دعوة الإخوان المسلمين) التي انضوى ‏يافعاً ‏تحت لوائها ‏وحمل همها لآخر يوم من حياته، ‏كان جندياً في هذه الدعوة ‏المباركة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

‏وضحى في سبيل الدعوة بالغالي والنفيس، كان مجاهداً ‏في صفوفها تواقاً ‏من كل قلبه للعمل على تحرير فل…سطين من رجس ‏الأعداء وكان يحمل هم المسلمين ويبكي لبكائهم ‏في مشارق الأرض ومغاربها والذي عبر عنه في قصائده التي كتبها، كان بحق ذاك المجاهد الساعي وراء الشهادة في سبيل الله قولاً وعملاً .

‏إخواني، أخواتي، نسأل الله سبحانه أن يكتبه من الشهداء عنده .

‏لقد مضى الحبيب إلى ربه راضياً ‏مرضيا ‏وتركنا نعاني من لوعة الفراق التي لا نعرف كم ستطول ولا نعرف متى سنلتقي من جديد .

‏ما يثقل علينا في هذا الموضوع هو مدة الفراق والبعد ‏والتى أسأل الله سبحانه وتعالى أن لا تطول .

‏لقد مضى حبيبنا للقاء الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه .

‏مضى ‏للقاء أحبته وعلى رأسهم الإمام الشهيد المجدد حسن البنا رحمه الله والرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله، وللقاء ‏سيد شهداء فل…سطين الشيخ أحمد ياسين رحمه الله ولقاء أسد فل…سطين الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي رحمه الله .

‏إخواني، أخواتي، هو قد ارتاح وأصبح بين أحبائه بإذن الله.

‏أما نحن فبقينا هنا في دنيا فانية، تتقاذفناالأمواج يمنةً ويسرةً، وما لنا إلا الله للخلاص من هذا الوضع .

‏وإنّه ليعز علينا أن يأتي العيد ولا نستطيع سماع صوته ومعايدته ونحن في غربتنا نتلوّى ونتوجّع ،نَحِنُّ إلى صوت أبينا وإلى لُقْياه .

‏نعيش غربتنا مرتين، مرة في غربتنا ومرة في فَقْده .

وللعلم فنحن أولاده ‏الأربعة الشباب مغتربون .

‏إخواني، أخواتي، إستغلوا كل ثانية وكل لحظة في حياة آبائكم وأمهاتكم وذلك بأن تكونوا بالقرب منهم وبينهم وتَبَرُّوا بهم .

‏وفي الختام أطلب من الله تعالى أن نكون خير خلف لخير سلف وأن نسير على الطريق الذي رسمه لنا.

‏إخواني، أخواتي، أكثروا من الدعاء لأمواتكم وأموات المسلمين لأنه في الحديث الشريف من جملة ما ينفع الميت ولد صالح يدعو له .

‏ ‏فكونوا هذا الولد الصالح وفقكم الله وبارك بكم .

‏ودمتم لنا إخوة وأخوات أحباء في حفظ الله ورعايته .

‏إخوانكم المحبون أبناء وبنات الداعية الشاعر رحمه الله والسلام .

مازن عثمان