العدد 1500 /16-2-2022

احتفل لبنان كعادته كل عام فى 14 شباط بذكرى اغتيال رئيس وزرائه الأسبق رفيق الحريرى الذى اغتيل فى عام 2005، ولكن هذا العام غاب احتفال تيار المستقبل الذى يرأسه سعد الحريرى، واقتصر على وقفة أمام ضريح رفيق الحريرى بوسط بيروت، شملت رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وعدد من الشخصيات السياسية والمسؤولين وسط حضور شعبي لافت.

وتترافق الذكرى هذا العام مع ما يمر به لبنان من ظروف عصيبة وفي ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة، إضافة إلى إعلان سعد الحريرى تعليق عمله السياسي، وعدم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، معممًا على تيار المستقبل بأن من يريد أن يترشح إلى الانتخابات ومخالفة قرار القيادة عليه أولاً التقدم باستقالة خطية من التيار.

وقد خلت الذكرى 17 لاغتيال الحريري ورفاقه من المهرجانات الخطابية واقتصرت على تلاوة الفاتحة في ساحة الشهداء، وأكتفى نجله سعد الحريري بزيارة خاطفة للضريح.

ومن جانبه، أشار عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم، إلى أن الذكرى الـ17 لاستشهاد الحريري تحمل دلالات مختلفة عن سابقاتها انطلاقًا من أمرين، هما تزايد المخاطر التي تستهدف لبنان بعد انهياره وتدمير اقتصاده، وقرار الحريري بتجميد العمل السياسى.

وأضاف نجم: "البلد ينهار أمام أهل الحكم ولا أحد يحرك ساكنا، وخيارنا في المرحلة المقبلة البقاء إلى جانب أهلنا وجمهورنا، أما بموضوع الانتخابات فالحريري ترك لنوابه حرية الاختيار شرط أن من يريد الترشح عليه أن يستقيل من تيار المستقبل قبل أى شيء".

ومن جانبه، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، الذى زار ضريح رفيق الحريري، وفق صحيفة "الأنباء" اللبنانية: "كتب علينا أن نقرأ الفاتحة في المختارة، وفي بيروت في ساحة الشهداء كل عام، وكُتب علينا أن نصمد وسنصمد".

فيما غرد عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب فادي علامة، عبر حسابه على "تويتر": "بعيدًا عن الخلافات السياسية والإنقسامات الطائفية فقد خسر لبنان قامة وطنية جامعة بإستشهاد رفيق الحريري، ولا يزال بلدنا منذ تلك اللحظة الفاجعة يعاني من اللإستقرار السياسي والأمني ومؤخرًا المالي والإقتصادي، الرحمة لروح الرئيس الحريري وكل شهداء وطننا لبنان".

وبهذه المناسبة أكد رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق فؤاد السنيورة، فى بيان له، أن هذه المناسبة فرصة لاستذكار دوره الفريد وإسهاماته وعطاءاته من أجل أن يعود لبنان سيدًا حرًا مستقلًا ومزدهرًا، مستنكرا ما وصفه بحملات التشويه والتجنى على ما عمل عليه وضحى من أجله وحققه لإنقاذ لبنان واستعادة نهوضه الوطنى والحضارى والإعمارى والاقتصادى والإنسانى، لينطلق لبنان الوطن من جديد ويستعيد دوره الطبيعى كنقطة جذب للعرب والعالم، وكمنارة للعلم والثقافة، ومقصدًا حضاريًا وثقافيًا وتعليميًا وسياحيًا واستثماريًا وعلاجيًا وخدماتيا.

وأضاف السنيورة، أن لبنان أحوج ما يكون اليوم إلى عمل وطنى انقاذى عبر إعادة الحياة وضخ العزيمة والإصرار فى مشروع رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريرى الوطنى القائم على إعادة الاعتبار للدولة اللبنانية فى دورها، وفى الحرص على بسط سلطتها الكاملة على جميع أراضيها ومرافقها، وفى التشديد على اعتماد مبادئ وسياسات الإصلاح والنهوض فى شتى المجالات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإدارية، والارتكاز على قاعدة العيش المشترك الإسلامى المسيحى والتمسك بلبنان الرسالة التى شدد عليها قداسة البابا يوحنا بولس الثانى، بالإضافة أيضا إلى التمسك باحترام الدستور وباستكمال تنفيذ اتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطني) بكل توجهاته وأسسه وبنوده لاستعادة النهوض والعافية الوطنية والاقتصادية والمعيشية للبنان واللبنانيين.

واعتبر السنيورة أن اغتيال الحريرى وحد اللبنانيين وجمعهم فى ساحة واحدة، مؤكدا أن لبنان أحوج ما لتجميع اللبنانيين من أجل العمل بجد من أجل استرداد الدولة اللبنانية من خاطفيها، مؤكدا أن الحريرى يبقى حاضرا بقوة حتى فى غيابه، وشامخا فى مشروعه الحضارى لإنقاذ لبنان رغم كل المحن التى عصفت وتعصف بلبنان.