العدد 1610 /24-4-2024
قاسم قصير

عادت اللجنة الخماسية (والتي تضم ممثلين عن قطر والسعودية ومصر وفرنسا وأميركا) للتحرك بفعالية على الصعيد اللبناني، وقد قام ممثلون عنها بزيارات لعدد من رؤساء الكتل النيابية والأحزاب اللبنانية، في حين قام المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودويان بزيارة إلى أميركا لعقد لقاء مع المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستيان من أجل بحث الملف اللبناني.

وقام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برفقة قائد الجيش العماد جوزيف عون بزيارة إلى باريس حيث تم عقد سلسلة لقاءات من أجل متابعة الملفات اللبنانية ومنها وضع الجبهة الجنوبية والملف الرئاسي ودعم الجيش اللبناني، كما جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لمتابعة الملفات اللبنانية ومنها ملف الانتخابات الرئاسية.

فما هي حصيلة كل هذه التحركات الدبلوماسية والسياسية واللجنة الخماسية؟ وهل يمكن فصل الملف الرئاسي اللبناني عن ملف الحرب في قطاع غزة والتطورات على الجبهة الجنوبية؟

حصيلة التحركات السياسية والدبلوماسية؟

بداية ماذا عن تحركات اللجنة الخماسية ونتائجها؟

خلال الأسبوع قامت وفود من اللجنة الخماسية بزيارة كل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، وكانت اللجنة قد استقبلت في مقر السفير المصري في دوخة الحص وفودا نيابية متنوعة، وعقدت اللجنة اجتماعات تنسيقية فيما بين السفراء، في حين كان المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودويان يزور واشنطن للقاء المبعوث الأميركي آموس هوكستاين، ولاحقا جاءت زيارة الرئيس نجيب ميقاتي وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إلى باريس.

وتشير مصادر دبلوماسية في بيروت إلى كل هذه التحركات تركز على ثلاثة ملفات أساسية:

الملف الأول يتعلق بالانتخابات الرئاسية وفصل الملف الرئاسي عن الحرب على غزة والتوصل إلى صيغة للتوافق بين الأطراف اللبنانية على عقد لقاء حارات أو تشاوري للوصول إلى صيغة لحسم الملف الرئاسي واختيار مرشح رئاسي يحظى بمواقفه جميع الأطراف، وتتولى اللجنة الخماسية هذا الملف.

الملف الثاني يتعلق بالجبهة الجنوبية ووقف التصعيد والعمليات وصولا لتطبيق القرار 1701 وتنفيذ إجراءات عملية تضمن الاستقرار على الحدود وهذا الملف تتابعه فرنسا بالتنسيق مع الأميركيين مع وجود بعض الاختلافات التفصيلية بينهم أحيانا.

والملف الثالث يتعلق بتامين الدعم للجيش اللبناني وهو الملف الذي تتابعه فرنسا مع بعض الدول الأوروبية.

ورغم أنه ظاهريا قد لا يكون هناك ترابط بين هذه الملفات فإن بعض المصادر الدبلوماسية تعتبر: أن كل هذه الملفات متداخلة واي اتفاق على أحدها قد يساعد في معالجة الملفات الأخرى.

نتائج التحركات وفصل الرئاسة عن الحرب في غزة؟

لكن ما هي نتائج كل هذه التحركات؟ وهل ستستطيع اللجنة الخماسية فصل الملف الرئاسي عن الحرب على قطاع غزة؟

تشير المصادر الدبلوماسية: إن النقطة الأهم التي تحاول اللجنة الخماسية حاليا التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اللبنانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وان أبرز نتائج اللقاءات أنه لا يمكن حصول الانتخابات إلا من خلال عقد لقاء حارات أو تشاوري، وان البحث حاليا عن الصيغة الأفضل للحوار ومن سيتولى ذلك وكيف يمكن تأمين نتائج عملية للحوار في حال تم الاتفاق على عقده، وان حصيلة ما توصلت إليه اللجنة الخماسية ستتم مناقشته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري للاتفاق على الصيغة المناسبة للحوار.

وتضيف هذه المصادر: إن التركيز سيكون للإسراع بحصول الانتخابات وعدم انتظار نهاية الحرب على قطاع غزة وعدم الربط بين مسار الحرب والملف الرئاسي، وان هناك إمكانية لذلك في حال تم الاتفاق على الصيغة العملية للحوار.

فهل ستنجح اللجنة الخماسية في جهودها؟ وهل ستتجاوب الأطراف اللبنانية مع حراك اللجنة الخماسية؟ وان كل الإيجابيات التي ظهرت خلال اللقاءات التي عقدت أن تؤدي إلى أية نتيجة عملية في ظل استمرار التصعيد في الجنوب وفي غزة وكل المنطقة؟

كل هذه الأسئلة تنتظر نهاية نشاطات اللجنة الخماسية وما ستعلنه في الأيام القادمة.

قاسم قصير