العدد 1482 /13-10-2021

نشرت صحيفة "الشرق"، لصاحبها نقيب الصحافة في لبنان عوني الكعكي، في عددها الصادر يوم الثلاثاء، صورة مفبركة على غلافها لرئيس الجمهورية ميشال عون.

وتُظهر الصورة عون وهو يرتدي لباس النوم، ربطاً بذكرى 13 أكتوبر/تشرين الأول 1990، كإشارةٍ لـ"هروبه" يومها إلى السفارة الفرنسية فالمنفى الباريسي، بالتزامن مع هجوم الجيش السوري على القصر الجمهوري، الذي أسفر عن سقوط مئات الشهداء من الجيش اللبناني والجرحى والمفقودين.

واستخدمت الصحيفة الصورة المفبركة لرئيس الجمهورية تحت خبر مرتبط بكلام أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، مساء أمس الاثنين، شنّ فيه هجوماً لاذعاً على المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، استُكمل على منصات التواصل الاجتماعي من خلال مناصريه ومن يدور في فلكه.

كما اتهم المحقق العدلي بالاستنسابية واستغلال دماء الضحايا و"مأساة 4 آب"، معرجاً على نقطة استدعاء شخصيات دون غيرها، مثل الرئيس ميشال عون، ورئيس الجمهورية الأسبق ميشال سليمان، ورؤساء الحكومة السابقين، والوزراء المعنيين المتعاقبين، وذرائع أخرى لتعزيز نظرية الاستهداف السياسي، وهي مشهدية رسمها أيضاً الكعكي في مقال رأي اليوم.

وشدد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على أن "إمعان عوني الكعكي في تقصد إهانة رئاسة الجمهورية عبر التشويه والتزوير ووضع الصور المهينة والمركبة في خانة الخبر وعلى الصفحة الأولى، من دون التلطي حتى خلف خانة (الخبر الساخر) أو (الكاريكاتور)، يؤكد المؤكد، وهو أنه دخيل على مهنة ونقابة قدم العديد من أعضائها دماً في سبيل رقي المهنة ورسالتها".

وقال المكتب في بيان: "إن الرئاسة التي اختارت تجاهل اعتداء الصحيفة المتكرر، على قاعدة عدم إعلاء الصغائر وإعطاء كل ذي حق حقه، البخس في هذه الحالة، تسأل نقابة الصحافة مجلساً وأعضاء، التي يدعي عوني الكعكي تمثيلهم، عن موقفهم من الإساءة المستمرة لموقع رئاسة الجمهورية قبل الولوج في الإساءة إلى شخص الرئيس وتحقيره، والتي يحاكم عليها القانون بمواد تصل حد السجن وسحب الرخصة من الصحيفة".

وأشارت الرئاسة إلى أنها "تتريث بإجراء المقتضى القانوني أولاً لقطع الطريق أمام مدعي الصحافة لعب دور الضحية تحت شعار حرية الرأي والإعلام، وثانياً للإفساح في المجال أمام الشرفاء في هذه المهنة والنقابة لأخذ الموقف الأخلاقي الذي يمليه عليهم ضميرهم المهني والوطني".

وخرجت دعوات من قبل مناصري "التيار الوطني الحر" (يرأسه النائب جبران باسيل وصهر الرئيس عون)، للتجمع أمام وزارة الإعلام، ومن ثم التوجه إلى مركز صحيفة "الشرق"، للاحتجاج والاعتراض على إهانة رئيس الجمهورية.

وسأل المخرج شربل خليل، المؤيد بشدة لرئيس الجمهورية: "هل سوف يتحرك فرع المعلومات باتجاه منزل عوني الكعكي بعد إساءته لرئيس الجمهورية اليوم، أم أنه تابع للرئيس (سعد الحريري) فهو محصّن؟".

يُذكر أن خليل، الذي يدافع عن موقع رئاسة الجمهورية ويتوقف عند الإهانات التي تعرض لها، هو نفسه يتصدّر المشهد بتغريداته التي تحوي تنمراً وهجوماً شخصياً وإهانات، وكان فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي قد سبق وتحرك لإحضاره بسبب تغريدة.

ويرى ناشطون أن ما يحصل اليوم هو حرب مفتوحة بين أحزاب السلطة نفسها من خلال "نقابات المنظومة"، بحيث أن الجهات والهيئات الرسمية المعنية بالشأن الإعلامي في لبنان يتم تعيينها من القوى السياسية وتوزع وفق مبدأ المحاصصة والطائفية والمذهبية.