العدد 1530 /28-9-2022

تدخل الاحتجاجات في إيران، يوم الأحد، يومها الثامن على التوالي، منذ وفاة مهسا أميني بعد اعتقال "شرطة الأخلاق" لها، ما أشعل غضبا واسعا في البلاد، في حين طغى على المشهد اليوم، توترات دبلوماسية لإيران مع دول عدة، وتعرض أحد سفاراتها لهجوم بالمولوتوف.

استمرار الاحتجاجات

أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية، الأحد، بأن طهران ما تزال تشهد تجمعات احتجاجية عدة وصفتها بـ"المحدودة". وأضافت أن قوات الشرطة "تمكنت من تفريق متظاهرين حاولوا إثارة الشغب والقلاقل"، بحسب تعبيرها. ولا يمكن التوصل إلى فيديوهات توثق الحادثة؛ بسبب قطع السلطات للإنترنت في البلاد على إثر الاحتجاجات.

تحدي التهديدات

ويأتي استمرار الاحتجاجات في تحد لتحذيرات أطلقها الحرس الثوري والجيش ووزارة الاستخبارات ضد من وُصفوهم بـ"مثيري الشغب"، ويقصدون بذلك المحتجين. وقالت الداخلية، السبت، إنها ستواجه بجدية ما أسمتها ممارسات الإخلال بالأمن العام والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.

وفي بيان عبرت فيه عن أسفها لوفاة الشابة، أضافت الوزارة أنها "تحترم حق التجمع السلمي"، لكنها "ترفض التجمعات الاحتجاجية في هذه الظروف، تحسبا لاستغلالها من جانب مثيري الشغب وأطراف تعارض النظام"، وفق تعبيرها.

السلطة القضائية تهدد

كذلك دعا رئيس السلطة القضائية في إيران يوم الأحد، إلى "عدم التساهل" مع المتظاهرين، بعد ثمانية أيام من الاحتجاجات في أنحاء البلاد، على وفاة شابة أثناء توقيفها لدى الشرطة قُتل فيها 41 شخصا.

ووجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في وقت سابق ، سلطات إنفاذ القانون بـ"التعامل بحزم مع المخلين بالأمن العام واستقرار البلاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا" الرسمية.

وشدد رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي، على "ضرورة التعامل بدون أي تساهل" مع المحرضين على "أعمال الشغب"، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء السلطة القضائية "ميزان أون لاين".

مظاهرات موالية

وخرجت مسيرات موالية للنظام في إيران، رافضة ما تسميها "أعمال الشغب"، و"إعدام المشاغبين". وهتف المشاركون للمرشد الإيراني علي خامنئي، معبرين عن دعمه، ورافضين لمطالب المحتجين برحيله ورحيل نظام الولي الفقيه. واهتمت وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للسلطة بالمسيرات المؤيدة، وقامت بتغطيتها في مدن عدة، متجاهلة الاحتجاجات.

إحصائية جديدة للقتلى

وقالت السلطات الإيرانية يوم الأحد، إن ما لا يقل عن 41 شخصا بينهم عناصر من قوات الأمن، قتلوا خلال الاحتجاجات، في وقت تؤكد مجموعات حقوقية أن الرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير. واندلعت الاحتجاجات في الـ18 من الشهر الحالي، عقب تشييع أميني (22 عاما)، المتحدرة من محافظة كردستان (شمال غربي البلاد) في مستشفى، بعد 3 أيام من اعتقالها من "دوريات الإرشاد" أو (شرطة الأخلاق)؛ بدعوى ارتدائها لباسا غير محتشم. وفي حين قال ناشطون إن الفتاة تلقت ضربة قاتلة على رأسها في أثناء احتجازها، نفى المسؤولون ذلك، وأعلنوا عن فتح تحقيق في الحادثة.

اتهام إيراني لأمريكا

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) شبه الرسمية، عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، قوله الأحد، إن الدعم الأمريكي "لمثيري الشغب" يتعارض مع موقف واشنطن الدبلوماسي تجاه إيران. وأضاف: "الاحتجاج السلمي حق لكل أمة. غير أن تدخل الولايات المتحدة في شؤون إيران ودعمها لمثيري الشغب في تنفيذ مشروعهم لزعزعة الاستقرار، يتعارض بشكل واضح مع رسائل واشنطن الدبلوماسية لإيران بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق نووي، وإرساء الاستقرار في المنطقة".

وكانت وزارة الخزانة (المالية) الأمريكية قد أصدرت، الجمعة، إعفاء من العقوبات عن بعض خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الموجهة إلى إيران، وذلك من أجل توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمستخدمين الإيرانيين.

إيران تستدعي سفراء

واستدعت كذلك وزارة الخارجية الإيرانية سفيري بريطانيا والنرويج، كما اتهمت واشنطن بمحاولة التدخل في شؤونها الداخلية. وقالت الخارجية في بيان، إنها استدعت مساء أمس السبت السفير البريطاني في طهران سايمِن شيركليف، على خلفية استضافة لندن قنوات ناطقة باللغة الفارسية.

وفي هذه الأثناء، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية باستدعاء السفير النرويجي في طهران بشأن مواقف وصفت بأنها تدخل من طرف رئيس البرلمان النرويجي في الشأن الإيراني.

وكان حوالي 200 شخص تجمعوا بعد ظهر السبت في ميدان سينتاغما، وسط أثينا، احتجاجاً على "قمع" إيران للمظاهرات في أعقاب وفاة أميني بعد أن اعتقلها شرطة الأخلاق.