العدد 1522 /3-8-2022


أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأحد، ميثاق السفن للأسطول البحري الحربي والعقيدة البحرية للبلاد، التي تقضي باعتبار الولايات المتحدة الخصم الرئيسي، وتحدد طموحات روسيا البحرية بالنسبة لمناطق حيوية، مثل القطب الشمالي ومناطق في البحر الأسود.

وكشف بوتين، في كلمته أثناء الاستعراض المقام بمناسبة يوم الأسطول البحري الحربي في مدينة كرونشتات، الواقعة في جزيرة كوتلين التابعة للعاصمة الشمالية الروسية سانت بطرسبورغ، أن النسخة الجديدة من العقيدة البحرية تحدد الحدود الروسية، بما في ذلك منطقة القطب الشمالي والبحر الأسود، كما تنص الوثيقة على الاستعداد لضمان الأمن بكل حزم وكافة الوسائل المتاحة.

وأشاد بوتين بالقيصر بطرس الأكبر، لجعله روسيا "قوة بحرية عظمى ورفع مكانتها على مستوى العالم". وتعهد بضم ما وصفها بصواريخ كروز من طراز تسيركون الروسية للأسطول، وحذر من أن روسيا لديها القدرة العسكرية على هزيمة أي معتد محتمل.

ووقّع قبل إلقاء كلمته بفترة قصيرة على مرسوم مكون من 55 صفحة يقر عقيدة بحرية جديدة تحدد الأهداف الاستراتيجية الأكبر للبحرية الروسية، والتي تشمل طموحاتها بأن تصبح "قوة بحرية عظيمة" يمتد نفوذها إلى العالم كله.

وبحسب العقيدة الجديدة، تعد "السياسة الاستراتيجية للولايات المتحدة للهيمنة على المحيطات العالمية" وتحركات حلف شمال الأطلسي للاقتراب من الحدود الروسية، التهديد الرئيسي للبلاد.

تعد "السياسة الاستراتيجية للولايات المتحدة للهيمنة على المحيطات العالمية" وتحركات حلف شمال الأطلسي للاقتراب من الحدود الروسية التهديد الرئيسي للبلاد"

وتنص العقيدة على أن روسيا قد تستخدم قوتها العسكرية بشكل يتناسب مع الأوضاع في المحيطات العالمية في حالة فشل القوى الناعمة الأخرى، مثل الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية.

ولم يشر بوتين في كلمته إلى الصراع في أوكرانيا، لكن العقيدة العسكرية تستعرض "تعزيزا شاملا لموقع روسيا الجيوسياسي" في البحر الأسود وبحر آزوف.

كما تضع منطقة المحيط المتجمد الشمالي، التي قالت الولايات المتحدة مرارا إن روسيا تحاول نشر قوات عسكرية فيها، منطقة ذات أهمية خاصة لروسيا.

ويطل الساحل الروسي، البالغ طوله 37650 كيلومترا، والذي يمتد من بحر اليابان إلى البحر الأبيض، على البحر الأسود وبحر قزوين.

وقال بوتين إنه سيتم تسليم صواريخ كروز من طراز تسيركون، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، إلى فرقاطة الأميرال جورشكوف في غضون أشهر قليلة، وستستند مناطق نشرها إلى المصالح الروسية. وتابع: "الشيء الرئيسي هنا هو قدرة البحرية الروسية... إنها قادرة على الرد بسرعة البرق على كل من يقرر التعدي على سيادتنا وحريتنا".

وهذه الأسلحة أسرع من الصوت تسع مرات. وأجرت روسيا اختبارات سابقة على إطلاق صواريخ تسيركون من سفن حربية وغواصات خلال العام الماضي.

وتتعلق الأحكام الجديدة الرئيسية في العقيدة البحرية باستعدادات وتأهب التعبئة، وجرى اعتماد الوثيقة في ظروف "الحرب الهجينة الشاملة للغرب الجماعي" ضد روسيا والعملية العسكرية في أوكرانيا، وفق ما كشفه في أيار الماضي يوري بوريسوف، الذي كان يشغل آنذاك منصب نائب رئيس الوزراء للمجمع الدفاعي - الصناعي، قبل انتقاله إلى رئاسة مؤسسة الفضاء الروسية "روس كوسموس" في إطار التعديل الوزاري الأخير.

وقال بوريسوف آنذاك: "نحن بأمس الحاجة إلى ضمان وحماية المصالح الوطنية في المحيط العالمي. يأخذ تعديل العقيدة البحرية تغيير الوضعين الجيوسياسي والعسكري-الاستراتيجي في العالم بعين الاعتبار".

وشدد على أن الإجراءات المتخذة ستضمن انضمام سفن وأطقم مدنية إلى تشكيلة الأسطول البحري الحربي وأداء البنية التحية البحرية في زمن الحرب، مؤكدا في الوقت نفسه أن محتوى العقيدة يرمي إلى الارتقاء بالأمن القومي وليس إلى المواجهة.

يذكر أن روسيا تبنت عقيدتها البحرية في عام 2001، وفي صيف عام 2015، أدخل بوتين تعديلات عليها بسبب توسع حلف الناتو شرقا وضم شبه جزيرة القرم إلى السيادة الروسية.