العدد 1500 /16-2-2022

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في ختام زيارته للبحرين إنه يسعى لإقامة هيكل إقليمي جديد مع من سماها الدول العربية المعتدلة للوقوف في وجه من وصفهم بالأعداء الذين يثيرون الفوضى والإرهاب، في حين خرجت في العاصمة البحرينية المنامة مظاهرات منددة بزيارة بينيت.

وصف بينيت أمس الثلاثاء زيارته -التي استمرت يومين للمنامة- بأنها فرصة لتشكيل موقف مشترك ضد إيران وحلفائها مثل الحوثيين في اليمن، وأضاف في تصريحات صحفية "نحاول تشكيل هيكل إقليمي جديد للدول المعتدلة لتحقيق الاستقرار والرخاء الاقتصادي، ولنكون قادرين على الوقوف بقوة في وجه الأعداء الذين يثيرون الفوضى والذعر".

وجاءت تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بعد لقائه أمس الثلاثاء في المنامة بالملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة خلال أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي للبحرين.

وذكر بيان صادر عن مكتب بينيت أن الحكومتين الإسرائيلية والبحرينية اتفقتا على بناء خطة ثنائية أطلق عليها "إستراتيجية السلام الدافئ"، التي من شأنها إعطاء الأولوية لقطاعات الأمن الغذائي والمياه والطاقة والتجارة والاستثمار.

وقال وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني إن الجانبين بحثا الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، والتحديات التي تواجه دولها بما في ذلك الملف النووي الإيراني والإرهاب والتطرف.

وأضاف وزير خارجية البحرين أن بينيت وجّه إلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة دعوة لزيارة إسرائيل، مضيفا أن ولي العهد قبل الدعوة التي ستجرى في المستقبل القريب، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء البحرين.

واجتمع بينيت كذلك مع عدد من الوزراء البحرينيين، من بينهم وزير الدفاع عبد الله بن حسن النعيمي، وقال مكتب رئيس الوزراء "ناقش الجانبان سبل الاستفادة من المزايا الجغرافية لإسرائيل والبحرين -من بين أمور أخرى- لتسهيل حركة البضائع بين آسيا وأوروبا".

كما التقى رئيس وزراء إسرائيل بقائد الأسطول الخامس الأميركي الأميرال براد كوبر، والذي يتخذ من البحرين مقر له، وقال المسؤول العسكري الأميركي إن البحرية الأميركية تدرس إشراك زوارق إسرائيلية مسيرة في عملياتها المشتركة بالشرق الأوسط، في خطوة قد تعمّق دور إسرائيل المتنامي في الترتيبات العسكرية بالمنطقة.

وقد خرجت في العاصمة البحرينية أمس الثلاثاء مظاهرات منددة بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للبلد الخليجي، الذي طبع علاقاته مع تل أبيب في سبتمبر/أيلول 2020 عقب وساطة من الولايات المتحدة.

وردد المحتجون هتافات رافضة للتطبيع، وانتقدوا قرار الحكومة البحرينية تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، كما أكد المتظاهرون دعمهم القضية الفلسطينية.

وانتقدت جمعية الوفاق الإسلامية في البحرين زيارة رئيس وزراء إسرائيل للمملكة، معتبرة إياها خيانة للبلاد، وقالت الجمعية -في بيان نشرته على حسابها في تويتر- إن الزيارة تمثل "تجاوزا لكل الأعراف والعهود".

وذكرت وكالة رويترز أن ناشطين في المعارضة البحرينية قالوا أمس إن السلطات اعتقلت 4 أشخاص على الأقل أثناء احتجاجات أول أمس الاثنين في عدة قرى بحرينية، خرجت للاعتراض على زيارة بينيت.

ولم يرد مكتب الاتصالات التابع لحكومة البحرين بعد على طلب رويترز التعليق على خبر الاعتقالات.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس زار البحرين في أوائل الشهر الجاري، ووقع اتفاقية دفاعية مع المملكة، كما تستعد تل أبيب لإرسال ضابط بحري للتمركز في الدولة الخليجية من أجل التنسيق مع الأسطول الخامس الأميركي.

وكشف موقع "إسرائيل ديفينس" (Israel Defense) في الثالث من الشهر الجاري عن شراء البحرين أنظمة رادارات مضادة للطائرات المسيرة من شركة إسرائيلية، وأوضح الموقع أن الصفقة وقعت في النصف الثاني من العام 2021، ومن المتوقع التسليم خلال العام الجاري.