العدد 1609 /17-4-2024

تواجه شركات الطيران العالمية تحديات إضافية في ظل التوتر القائم بين إيران وإسرائيل، حيث اضطرت الشركات إلى سلوك مسارات أطول وتحمّل تكاليف أعلى، بسبب إغلاق الأجواء في العديد من دول الشرق الأوسط، على خلفية الهجوم الإيراني على إسرائيل في وقت متأخر من مساء السبت.

وتتجنب العديد من شركات الطيران العالمية مناطق الاضطرابات، في سلسلة من القرارات من شأنها إطالة مدد الرحلات وزيادة تكاليف الوقود. ومن ضمن هذه الشركات "طيران كوانتاس" والخطوط الجوية السنغافورية وشركة الخطوط الألمانية "لوفتهانزا".

وقالت الخطوط الجوية السنغافورية إن رحلاتها لا تحلق فوق المجال الجوي الإيراني. فيما ذكر المتحدث باسم شركة "كاثي باسيفيك" في رسالة نصية، أمس الأحد، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية، أن الشركة تراقب الوضع في الشرق الأوسط عن كثب، رغم أن عملياتها لا تزال تعمل بشكل طبيعي. على نحو مشابه، أعلنت الخطوط الجوية السويسرية تعليق رحلاتها إلى تل أبيب حتى إشعار آخر، فيما ستتجنب جميع طائراتها المجال الجوي لإيران والعراق وإسرائيل.

ويتم استخدام المجال الجوي الإيراني بشكل اعتيادي من قبل شركات الطيران لرحلاتها المسافرة بين أوروبا والهند أو جنوب شرق آسيا. ويُعد المجال الجوي في منطقة الشرق الأوسط مليئاً بالمخاطر والتعقيدات، بينما تواجه شركات الطيران مجموعة من التحديات، بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تعطيل المسارات للعديد من شركات النقل الجوي، ما اضطرها إلى التحول لمسارات أطول لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.

وفي وقت سابق من الحرب التي شنتها إسرائيل ضد حماس في غزة، واجهت شركات الطيران عشرات من الاضطرابات تركز معظمها في تل أبيب، ما أدى إلى إلغاء الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل.

ويؤدي تغيير المسارات وسط ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع تكاليف الرحلات الجوية، ما يدفع الشركات بدورها إلى رفع أسعارها، والتي بدأ الكثير من المسافرين في أنحاء متفرقة من العالم يشعرون به أخيرا.

وتوقع محللون أن يؤدي تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل إلى ارتدادات على أسعار النفط التي من المحتمل تخطيها حاجز 100 دولار للبرميل، وفقاً لما نقلته نشرة "ماركت ووتش" أمس الأحد.

وكان التوتر المتزايد في الشرق الأوسط أدى إلى ارتفاع الأسعار حتى الآن إلى أعلى مستوياتها خلال ستة أشهر، ليلامس 91 دولارا للبرميل نهاية الأسبوع الماضي.

وبحسب "ماركت ووتش"، يأتي الرد الإيراني على إسرائيل في وقت تراجعت فيه مخزونات النفط العالمية، وفقا لكبير مديري المحفظة في شركة تورتويز الأميركية، روب ثوميل.

وقال ثوميل: "من المتوقع أن تعاني سوق النفط العالمية نقص المعروض في الربعين الثاني والثالث من عام 2024، لذا قد يسبب انقطاع إمدادات النفط العالمية انخفاض مخزونات النفط انخفاضا أكبر... ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط".