العدد 1534 /26-10-2022

قال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يوم الثلاثاء، في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني لمجلس الشورى، إن بلاده تعرضت، منذ فوزها بشرف استضافة كأس العالم لكرة القدم، لحملات تشويه غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مستضيف، مشيراً إلى أنه "تعاملنا مع الأمر بداية بحسن نية، بل واعتبرنا بعض النقد إيجابياً ومفيداً يساعدنا على تطوير جوانب لدينا تحتاج إلى تطوير".

وأضاف أمير قطر في كلمته: "ولكن ما لبث أن تبين لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير، حتى بلغت من الضراوة مبلغاً جعلت الجميع يتساءل عن الدوافع والأسباب الحقيقية من وراء هذه الحملة".

وفي سياق الحديث عن الحدث الرياضي الأبرز على الساحة الدولية الذي سينطلق بعد أقل من شهر، قال أمير قطر إن استضافة كأس العالم "مناسبة نظهر فيها من نحن، ليس فقط لناحية قوة اقتصادنا ومؤسساتنا، بل أيضاً على مستوى هويتنا الحضارية".

واستكمل الشيخ تميم حديثه بالقول: "لقد قبلنا هذا التحدي إيماناً بقدرتنا، نحن القطريين، على التصدي للمهمة وإنجاحها، وإدراكاً منا لأهمية استضافة حدث كبير مثل كأس العالم في الوطن العربي، وقطر حالياً أشبه بورشة عمل في التحضير والتجهيز للمناسبات".

وخصص أمير قطر الجزء الأكبر من كلمته للشأن الاقتصادي الذي قال إنه لا يزال "الشاغل الأكبر لدول العالم كافة، إذ ما كادت الآثار الاقتصادية السلبية التي ألحقتها جائحة كورونا باقتصاديات الدول تبدأ في الانحسار، حتى جاءت الأزمة الروسية الأوكرانية لتصيب الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية بأضرار تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم".

وأشار في كلمته إلى أن قطر "تعاملت بإيجابية مع آثار الأزمات التي ضربت العالم، مثل فيروس كورونا والحرب الأوكرانية"، لافتاً إلى أن اقتصاد قطر سجل نمواً خلال 2022 مقارنةً بعام 2020.

واضاف أن البيانات الأولية تشير إلى نمو الناتج المحلي خلال النصف الأول من العام بنسبة 4.3 بالمائة مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي بنسبة 7.3 بالمائة مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق.

كذلك استحضر ما يمر به الاقتصاد العالمي في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أن معدل التضخم بلغ في قطر على أساس سنوي 4.6 بالمئة فقط في النصف الأول من العام، مشدداً على أنه أقل من معدلات التضخم التي نشاهدها اليوم في العديد من الدول المتقدمة.

وبيّن الشيخ تميم أن الدولة ستعمل على تركيز الإنفاق العام على مشاريع وبرامج استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، ودعم القطاعات الحيوية ذات العائد الاقتصادي الأعلى، بالإضافة إلى الاستثمار في تحسين البنية التحتية، وكذا "تنويع مصادر الإيرادات العامة لتحقيق الاستدامة المالية حتى لا تبقى الموازنة العامة عرضة لمخاطر تقلبات أسعار الطاقة".

وشدد على أن "الالتزام بهذه المبادئ وتطبيقها، جعل من قطر شريكاً يعتد به في صناعة السلام ودعم الاستقرار"، مضيفاً: "من هذا المنطلق، فإننا نبذل ما بوسعنا للمساهمة في معالجة أزمة نقص موارد الطاقة عالمياً بالتشاور مع شركائنا، وسيكون لخططنا الاستراتيجية، ومن بينها توسعة حقل غاز الشمال، أثر كبير في التخفيف من تداعيات هذه الأزمة على المديين القصير والمتوسط".

وأكد أمير قطر أن بلاده سوف تواصل تعزيز مصادر قوتها وبناء قدراتها في مجالات مثل، الإعلام المهني والتعليم العالي وإنتاج المعرفة، والاستثمار والوساطة لحل الصراعات بين الدول، واستضافة المناسبات العالمية الكبرى.