العدد 1534 /26-10-2022

جهاد بركات

شيع آلاف الفلسطينيين، مساء يوم الثلاثاء، في مدينة نابلس، شماليّ الضفة الغربية، خمسة فلسطينيين استشهدوا خلال الساعات الماضية في البلدة القديمة وحيّ رأس العين بالمدينة، إضافة إلى تشييع شهيد سادس في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله (وسط الضفة).

واستشهد الفلسطينيون الخمسة، وبينهم قيادي في مجموعة "عرين الأسود"، خلال عملية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة في مدينة نابلس. وأدت العملية العسكرية، التي لم تشهد نابلس مثلها منذ عملية "السور الواقي" عام 2002، إلى استشهاد القائد الميداني في "عرين الأسود" وديع الحوح، وحمدي القيّم، وعلي عنتر، وحمدي شرف، ومشعل بغدادي، وإصابة 20 آخرين بجراح، وصفت المصادر الطبية إصابة بعضهم بالخطرة.

وانطلق الموكب الجنائزي الغفير من مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، قبل أن تصل جثامين الشهداء تباعاً إلى وسط المدينة، وتحديداً دوار الشهداء، حيث أقيمت عليهم صلاة الجنازة بمشاركة الآلاف من الفلسطينيين.

وشارك في التشييع عدد كبير من المسلحين الذين كانوا يرتدون شعارات فصائل فلسطينية عديدة، حيث أطلقوا النار في الهواء بكثافة. وكان أبرز المشاركين مسلحون يرتدون شعار مجموعات "عرين الأسود".

وفور انتهاء صلاة الجنازة، حمل الشبان الجثامين الخمسة على الأكتاف، ولوحظت تأدية والد الشهيد تامر الكيلاني، الذي اغتيل الأسبوع الماضي بعبوة متفجرة؛ التحية العسكرية للشهداء المحمولين على الأكتاف.

وانتقل المشيعون بالجثامين إلى المقبرة الغربية في المدينة، وسط هتافات غاضبة وإطلاق نار متواصل في الهواء.

وقد ووري الشهيد المقاتل في مجموعات عرين الأسود وديع الحوح بجانب الشهيد أبو باسم سرية الملقب بـ"القذافي"، أحد قادة "كتائب شهداء الأقصى" الذي استشهد عام 2007، حيث أكد الشبان أن الحوح كان قد أوصى بذلك.

وفي المقبرة، أدى شبان التحية العسكرية للشهداء، وهتفوا لمجموعات عرين الأسود والمقاومة، فيما أدى عدد من الحاضرين صلاة جنازة أخرى على القبور، وقرأوا الفاتحة بشكل جماعي، وقاموا بالدعاء للشهداء.

وفي الوقت الذي نعت فيه مجموعة عرين الأسود الشهداء الستة، عاهدت الحوح بالمضي على نهجه ودربه وأنها لن تحيد عن ذلك، مؤكدة أن الآلاف سيمضون على دربه.

من جانب آخر، شيع الفلسطينيون، ظهر الثلاثاء، جثمان الشهيد قصي التميمي (20 عاماً) في مسقط رأسه، بمشاركة شعبية وفصائلية ورسمية.

واستشهد التميمي بعد إصابته بجروح برصاص قوات الاحتلال ، خلال مواجهات اندلعت بالقرب من البرج العسكري المقام على مدخل النبي صالح عقب استشهاد الشبان الخمسة في نابلس، ثم نقل إلى مستشفى الشهيد ياسر عرفات في مدينة سلفيت.

ووفق رئيس مجلس قروي النبي صالح ناجي التميمي فقد انطلق موكب تشييع جثمان الشهيد من سلفيت بعدما جاب به الأهالي بمسيرة شوارع المدينة، ثم انطلقت مسيرة مركبات باتجاه قرية النبي صالح، وهناك حمل الأهالي جثمانه على الأكتاف ملفوفاً بعلم فلسطين، وتوجهوا به إلى منزل عائلته التي ألقت نظرة الوداع عليه.

بعد ذلك، توجه المشاركون بالتشييع إلى مسجد تميم الداري بقرية النبي صالح، وهناك أُقيمت صلاة الجنازة عليه، وانطلقت المسيرة وجابت شوارع القرية، ورُفع علم فلسطين وأعلام الفصائل الوطنية على وقع الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال، وصولاً إلى مقبرة النبي صالح، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى.

وعم الإضراب غالبية محافظة الضفة الغربية، وشهدت مدينة نابلس إضرابا شاملًا شل كافة مناحي الحياة فيها.

وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين، منذ بداية العام الجاري حتى الآن، إلى 187 شهيداً، بينهم 51 شهيداً في قطاع غزة، و4 شهداء من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، والبقية من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.