العدد 1427 / 9-9-2020
أيمن حجازي

دخل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب عبد الواحد في الأسبوع الثاني من المهلة الفرنسية المعطاة له وللساسة اللبنانيين كي ينجحوا في الوصول الى تشكيل حكومة انقاذ أو حكومة طوارىء تعمل على إيقاف الانهيار الحاصل في البلد بكافة أوجهه السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية . ويبدو المشهد المحيط بتشكيل الحكومة غاية في التعقيد جراء تضارب المصالح بين الافرقاء الذين يحصنون مواقعهم بكل الدشم الطائفية والمذهبية المتينة . وتمارس بعض الشخصيات زات المرجعية الدينية دورها التأجيجي المطلوب في الحشد والتعبئة حين تدعو الحاجة .

ومع اقتراب موعد الاستحقاق الفرنسي المحدد، تبدي أوساط لبنانية خشيتها جراء احتمال تعثر المبادرة الفرنسية التي يصفها وليد جنبلاط بأنها الفرصة الأخيرة المتاحة أمام لبنان . ما يفسح في المجال أمام مصائر خطيرة يتعرض لها لبنان وقد يلامس بعضها واقع التجزئة والتقسيم العملي الميداني، حتى لو لم تتوافر الإرادة السياسية لذلك البعد الانقسامي .

ويسجل في هذا السياق أن وعود الفرقاء السياسيين بتسهيل مهمة مصطفى أديب عبد الواحد تحتاج إلى ترجمة عملية وإلى مصداقية أخلاقية يفقدها الكثير من القادة ولساسة في بلدنا الحبيب . وأول ما يفتقد في هذا المجال هو تعفف علية القوم عن المطامح الوزارية والإدارية بعدما ثبت بالوجه الشرعي إصابة معظم القوم بالشره والجشع المتشعب والمتنوع الذي يورث الوطن مزيدا من الاهتراء والترهل .

هل يمكن أن يتحقق اختراق ما على هذا الصعيد ؟

هل يمكن أن تجدي التهديدات الفرنسية الموجهة إلى الساسة اللبنانيين وتدفعهم إلى القناعة بما قسمه الله لهم من حصص مؤجلة ؟ هل يمكن أن ينفع مع الساسة اللبنانيين التلويح بالغضب الفرنسي والاوروبي ؟

أم أن الأمريكيين يخبئون أمرا ما تحت مظلة توكيل الفرنسيين بالمهمة اللبنانية المستحيلة ! وهل يتمظهر الكذب الأمريكي البين من خلال إحباط التسوية الفرنسية وإفساح المجال أمام مزيد من التصعيد السياسي الذي دفع في الأسبوع الماضي برئيس حزب القوات اللبنانية إلى التلويح بالمطالبة باللامركزية الادارية الموسعة بكل مخاطرها التقسيمية الرديئة.

إن مما يزيد من تطلعات بعض الساسة اللبنانيين الخاطئة ويدفعهم نحو التصعيد وعرقلة التسوية المفترضة ، هو تقمص بعضهم لشخصيات الثوار اليساريين، متناسين منشأهم اليميني المتطرف ، وقد تسلل هذا الشعور الوهمي إلى نفوسهم ونفس جماهيرهم الغفورة تحت وطأة بقائهم خارج حكومة حسان دياب . علماً أنهم من سدنة النظام اللبناني الحاكم منذ 1943 إلى ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية بقليل.

إلا أن البارز في شعارات المرحلة هو أن ماكرون راجع في الخريف القادم كي يقلب ذلك الخريف إلى ربيع مزهر فهموا ننعم ونتلذذ بالانتظار