مهند عبد الله

رمضان شهر الصوم، والخير والصدق مع الله. هذه الأمور يعرفها الناس ويحرصون عليها في شهر رمضان الكريم.
وفي افطارات رمضان المتنقلة التي يقيمها أهل السياسة عندنا في هذه الأيام الكثير من المفاجآت والوعود.
فعلى سبيل المثال تحدث وزير الداخلية نهاد المشنوق عن احباط عملية إرهابية لتفجير مطعم في الضاحية، وأكد ان التنسيق بين الأجهزة الأمنية كان له الدور الكبير في إفشال عملية تفجير المطعم، وإلقاء القبض على المخططين.
وفي رد أولي على كلام الوزير المشنوق، نقلت صحيفة «النهار» في «اسرار النهار» كلاماً عن وزير سابق قالت فيه: «شكك وزير سابق ببعض الأخبار الأمنية واعتبر أنها مضخمة لأهداف سياسية وأنها تتكرر كل سنة وعند الاستحقاقات».
والوزير المشنوق الذي يتحدث عن الاعتدال دائماً وأبداً كان له موقف لافت في افطار جمعية متخرجي المقاصد في بيروت قال: «كلنا نعرف الثمن السياسي للاعتدال وأولنا الرئيس سعد الحريري. ونعرف أنها سياسة غير شعبية بالمعنى الفوضوي، ولا تؤدي الى تصفيق الجماهير وقوفاً». وفي رده على أحد أبناء بيروت المشاركين في الإفطار قال المشنوق: «سمعت من أحد المتحدثين شكوى من تقلص الوجود البيروتي في الإدارات العامة. وهو كلام مصيب، لأن معظم الجيل... من البيارتة لا يملك الخبرة الكافية لوسائل الدخول إلى الإدارة العامة: وهو ما يعمل عليه تيار المستقبل».
هذا التصريح الخطير للوزير المشنوق الذي انتقص فيه من أهل بيروت وشبابها تحت حجة عدم الخبرة والكفاية، هو نفسه الخطاب الذي يروج لتنازلات الرئيس سعد الحريري و«تيار المستقبل» في كل المجالات السياسية والإدارية تحت عنوان الاعتدال.
ولكن ما هو الرابط بين الاعتدال والعيش المشترك وعدم كفاية أهل بيروت وشبابها؟
هذا السؤال يقودنا الى كلام الرئيس الحريري: «انا متطرف للاعتدال». ما هو هذا الاعتدال؟ هل هو ترك طرابلس والشمال فريسة للفقر والحرمان والإهمال طوال سنوات، ومن ثم العودة إليها عشية الانتخابات بوعود عرقوبية عفا عليها الزمن؟
هل الاعتدال هو بلعب ورقة الموقوفين الإسلاميين، ودغدغة مشاعر أهاليهم وأهالي الشمال بعفو قريب عندما يحين موعد اجراء الانتخابات النيابية؟
والأنكى من ذلك كله انه عندما يطالب الناس بحقوقهم يقولون لهم اننا نرفض السياسات الشعوبية لأنها تدمر الوطن. فهل التنازل عن حقوق المسلمين في لبنان من أجل مكاسب سياسية ضيقة هو تطرف أم اعتدال؟
هل إقصاء أهل بيروت عن الإدارات العامة لأنهم «غير مؤهلين» كما يقول الوزير المشنوق تطرف أم اعتدال؟
هل العيش المشترك يعني التنازل عن كل شيء تحت عنوان الاعتدال فيما الطرف الآخر يريد كل شيء من أجل حماية حقوق المسيحيين في لبنان.
المطلوب من «تيار المستقبل» والرئيس سعد الحريري قليل من الاعتدال في سياسة التنازلات، لأن سياسة التنازل تحت عنوان الاعتدال إن حققت بعض المكاسب في هذه الأيام لسعد الحريري و«تيار المستقبل»، فإنها ستؤدي الى كوارث في المستقبل للمسلمين في لبنان. راجعوا اعتدالكم قبل فوات الأوان حتى يبقى للمسلين في لبنان شيء يرجعون إليه.>