العدد 1412 / 6-5-2020

يمكن تحديد القوى السياسية البرلمانية المعارضة لحكومة حسان دياب بأربع قوى ، هي : تيار المستقبل ، حزب القوات اللبنانية ، الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب الكتائب . وهي قوى مشتتة تحت وطأة حساباتها الخاصة ، وخياراتها الإنفرادية التي انخرطت فيها منذ ما قبل التسوية الرئاسية في صيف ٢٠١٦ . ويمكننا ملاحظة التباين بين هذه القوى في إطار تحديد الوسائل الواجب اللجوء إليها في إطار التصدي للمعسكر الآخر المتمثل بمعسكر الثامن من أذار .

وقد تصدر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي المشهد السياسي في أيام الأسبوع المنصرم عندما نفذ شبه عملية إستدارة سياسية أعلن فيها انه ليس في صدد العمل على إسقاط الحكومة ما عزز أقاويل البعض بعودة سيد قصر المختارة الى سياسة وضع رجل في البور ورجل في الفلاحة . وعادت محاولات البعض للغمز من تابعية وزيرة الإعلام منال عبد الصمد او تعاطفها مع الحزب التقدمي الإشتراكي . هذا في الوقت الذي يبدو فيه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في موقف المتريث ، بعدما احتجب أنصاره عن ملء ساحات وميادين جل الديب وتوابعها " بالمدد الثوري " الذي كان قائما منذ ١٧ تشرين الأول الماضي وحتي حلول جائحة الكورونا وإخلاء أنصار القوات الشارع . وقد اخذت بعض القوى المعارضة على جعجع وبعض نوابه ثنائه على وزير الصحة حمد حسن المنتمي الى حزب الله في معالجته للمشكلة الصحية المترتبة على وباء الكورونا في لبنان .

وتبرز حمية تيار المستقبل في معارضة التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل المتهم من قبل الرئيس سعد الحريري بإحباط الحكومة السابقة وبمصادرة الحكومة الحالية . في حين يميل الرئيس فؤاد السنيورة وبعض صقور " المستقبل" الى التركيز على دور حزب الله في التحكم بمفاصل الحكومة الحالية وسياساتها العامة . وقد عمد الرئيس الحريري في الآونة الأخيرة الى التخندق في منتدى رؤساء الحكومة السابقين الذين شكلوا رأس حربة في مواجهة العهد والحكومة التي يترأسها حسان دياب . في الوقت الذي يبدو فيه جمهور تيار المستقبل مترددا في العودة الى الشارع الذي شهد بعض الإحتجاجات في البقاع الغربي والجية والناعمة كانت في إطار محدد لم يتعاظم ليسمح بالعودة الى تحركات الحراك الشعبي أيام قوته . اما حزب الكتائب فإنه يشكو من كل القوى المعارضة التي لم تراع وضعه الخاص ، والتي سبق لها ان انخرطت في تسويات كانت تظن أنها ستجني منها ثمارا سياسية كبيرة كما حصل في إعلان معراب بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية وكما حصل أيضا في التسوية الرئاسية بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر .

إذا كانت القوى المعارضة مفككة ، فان القوى المنخرطة في الحكومة لا تخلو من التصدع في علاقاتها ، حيث يتشكل تفاهما قويا بين حركة أمل وتيار المردة في مواجهة التيار الوطني الحر في أكثر من موضوع وقضية وحيال أكثر من معضلة سياسية وغير سياسية . وقد تم التعبير عن التصدع بين تيار المردة والتيار الوطني الحر من خلال مقاطعة رئيس المردة سليمان فرنجية للقاء السياسي التشاوري المنعقد في بعبدا لمناقشة الخطة الإقتصادية الموضوعة من قبل الحكومة . في حين ان زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى الرئيس نبيه بري قبيل لقاء بعبدا وكأنه محاولة لتبديد أي عوامل سلبية من أمام ذلك اللقاء الذي قاطعه عدد من رؤساء الكتل النيابية الفاعلة .

بين تشتت القوى المعارضة وتصدع صفوف القوى المشاركة في حكومة حسان دياب ، تعيش الساحة السياسية اللبنانية حالة من اللا حرب واللاسلم بين الأطراف السياسية اللبنانية ، في إنتظار القادم من الهموم الصحية المترتبة على جائحة الكورونا او أي من مستجدات الداخل والخارج المفعمة بالقلق المتنوع الذي لا مفر منه .

ايمن حجازي