العدد 1333 / 17-10-2018

في الأيام السابقة كنا نراهن على أن "الأمان" لن تصل الى أيدي قرائها قبل تشكيل الحكومة ، لكننا اليوم متأكدون بأن النسخة الألكترونية للأمان سوف تكون تحت نظر قرائها قبل تشكيل الحكومة ،وأن الرؤساء الثلاثة (عون وبري والحريري) لا يمكن أن يلتقوا في قصر بعبدا لأخذ الصورة التذكارية مع الحكومة قبل أيام . ولذلك فالأزمة ماتزال تراوح مكانها ، الى أن يأذن الله بازالة العقبات وتدوير الزوايا ايذاناﹰ بتشكيل الحكومة .

مشكلتنا في لبنان أننا نعتمد الديمقراطية في ممارساتنا السياسية ، سواء في اجراء الانتخابات النيابية أو تشكيل الحكومات . لكننا أسأنا الى هذه الديمقراطية حين اعتمدنا قانوناﹰ جديداﹰ للانتخابات يعتمد الصوت التفضيلي ، وحين بدأنا عملية تأليف الحكومة .حتى أن شريحة واسعة من اللبنانيين تدعوا الله أن يعيدنا الى عهد الوصاية ، سواء كانت مصرية خلال ستينات القرن الماضي أو سورية فيما بعد الثمانينات .

لقد غاب عن أذهاننا أن الحكومة ليست مجلساﹰ نيابياﹰ تتمثل فيه الاحزاب والمناطق والطوائف ، وانما هي فريق عمل ينبغي أن يكون كل وزير فيها متخصصاﹰ في ادارة شؤون الحقيبة التي يتولاها . وبالتالي فلا داعي ولا مبرّر لان تكون الحكومة ثلاثينية أو أربعينية ، وانما هي مجلس وزراء متخصص كل عضو فيه بشأن من شؤون البلد ، سواء كان أمنياﹰ أو خارجياﹰ ، سياسياﹰ أم خدماتيا أو غير ذلك .. وعند ذاك فان عملية التشكيل لن يطول أمدها ، الى أن تتفق الحومة على بيانها الوزاري ، وطرحه أمام المجلس النيابي ، فتحوز ثقته أو تفشل في ذلك .