العدد 1463 /26-5-2021

جلستا تلاوة ومناقشة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون الى المجلس النيابي ، تحولتا الى منازلة كبرى بين الرئاستين اﻷولى والثالثة حول معضلة تشكيل الحكومة المتعثر منذ أكثر من سبعة أشهر . وقد تمكن الرئيس سعد الحريري من إلتقاط الفرصة فأسهب في الرد والتوضيح والتفنيد كي يوضح موقفه ويعزز موقعه ويزيل الحرج الذي قد يلحق به من جراء عدم تشكيل الحكومة التي كلف بتشكيلها إثر إستقالة الرئيس حسان دياب في آب الماضي . وقد جاء رد المجلس النيابي على لسان رئيسه حاسما في تأكيد عدم وجود أي حجة دستورية تتيح التفلت من تكليف الحريري او التراجع عنه . 

لقد نجح النائب جبران باسيل جزئيا في الظهور بمظهر غير المتعنت وغير المكابر ، عندما أكد عدم سعيه ولا سعي الرئيس عون للحصول على الثلث المعطل في أي حكومة مفترضة . ومن ثم التأكيد على عدم رفض ترؤس الحريري للحكومة . وهي التهمة الدائمة التي لاحقت عون وباسيل على إمتداد اﻷشهر القليلة الماضية وشكلت تعليلا وتفسيرا لعدم تشكيل الحكومة لدى كل المعارضين للعهد الحالي . إلا أن هذه المنازلة على قساوتها قد تكون  مرشحة ﻹيجاد خرق ما في جدار العلاقات العونية - الحريرية الشائكة ، خصوصا إذا تتبعنا الجهد الذي بذله البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي طلب من الحريري اﻹقدام على خطوة إيجابية إضافية بإتجاه قصر بعبدا . وقد عزز رئيس المجلس النيابي هذا الجهد البطريركي ، لعل الخرق يحصل وتتشكل الحكومة العتيدة قبل مهلة اﻷسبوعين التي تحدث عنها الرئيس بري في أحد احاديثه الصحفية . 

    ولا يمكن للتفاؤل أن يكون حاضرا في ظل المعطيات المحلية المزدحمة ، ما يدفع البعض الى اﻹستعانة باﻷجواء الدولية واﻹقليمة التي تتسم باﻹيجابية وهي على التوالي ... (رغم عدم قناعتي بجديتها) :

- اﻷجواء اﻹيجابية المحيطة بالعودة الى اﻹتفاق النووي بين إيران والغرب .


- اﻹنفراج في العلاقات السورية - السعودية .


اﻹنفراج في العلاقات القطرية - المصرية وفي العلاقات المصرية - التركية . 


- اﻷجواء اﻹيجابية المحيطة بالجهود المبذولة ﻹيقاف حرب اليمن .


- اﻷجواء اﻹيجابية المحيطة بوقف اﻹقتتال الليبي - الليبي .


على اﻷرض اللبنانية برزت تطورات مؤسفة ومقلقة تثير ذاكرة الحرب ، وذلك حينما تعرضت ناقلات الركاب السوريين المتجهين الى السفارة السورية في اليرزة ولدى مرورهم في منطقة نهر الكلب ﻹعتراضات من قبل بعض أهالي المنطقة على صور الرئيس بشار اﻷسد المرفوعة على تلك الناقلات وعلى اﻷعلام السورية المرفوعة . في حين اعتبرت بعض اﻷوساط المسيحية أن هتافات أطلقت في احتفال أقامه الحزب السوري القومي اﻹجتماعي في شارع الحمراء تضمن تهديدا بالقتل موجه الر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ما استتبع ردود فعل حربجية في بيانات رسمية وفي تصادمات متكررة على وسائل التواصل اﻹجتماعي . 

رسالة الرئيس ميشال عون الى المجلس النيابي حركت المياه الراكدة وأشعلت بعض الحماسة لدى ، ودفعت البعض اﻵخر ( التيار الوطني الحر)  الى اﻹقتراب من طرح القوات اللبنانية المتمثل بإجراء إنتخابات نيابية مبكرة . فهل يلتقي الشقيقان اللدودان على هذا الخيار  ... ؟ خصوصا أنهما يتشبثان كل من موقعه بالقانون اﻹنتخابي الحالي الذي يطلق عليه قانون الصوت التفضيلي . إنهما نجما المسيحية اللبنانية المعاصرة : الجنرال والحكيم  ...

أيمن حجازي