العدد 1496 /19-1-2022

السؤال المركزي الذي يخامر أذهان اللبنانيين في هذه الآونة ، يتمحور حول طبيعة المرحلة التي دخلنا فيها . فهل نحن في مرحلة إنفراج يلي كل حملات التصعيد السياسي ، ام أننا في استراحة عابرة لا بد من أن نعود بعدها الى المواجهات السياسية التي تلتهب بها الساحة اللبنانية منذ أكثر من سنتين ؟ هل دخلت الساحة اللبنانية في مرحلة الإنتخابات النيابية التي تصر العواصم الغربية على إجرائها مهما كلف الثمن ، أم أننا في مناورة من مناورات الحرب اللبنانية الناعمة التي لم تبلغ حتى هذه الساعة حدود الحرب العسكرية والأمنية التي كانت سائدة بين عامي ١٩٧٥ و١٩٩٠ ؟ أسئلة كثيرة تزدحم في ظل التطورات الأخيرة التي يمكن التوقف عندها وفق التالي :

بعد توقف تجاوز الثلاثة أشهر من المفترض أن يعاود مجلس الوزراء جلساته او اجتماعاته ، بعدما أصدر تحالف حركة أمل - حزب الله موقفا أعلن فيه عن استعداده للعودة الى مجلس الوزراء للبت في موضوع موازنة العام الحالي وما يتعلق بمشروع التعافي الإقتصادي . وفي موازاة ذلك هبط سعر الدولار الأميركي مقابل العملة الوطنية اللبنانية وتراجع قرابة عشرة آلاف ليرة لبنانية في أسبوع واحد . دون أن يتجرأ أحد ليربط بين هذا الهبوط في سعر العملة الخضراء ، وبين موقف ثنائي أمل - حزب الله . وفي مواكبة ذلك تسربت أنباء مختلفة عن تقدم إيجابي أصاب مفاوضات إحياء الإتفاق النووي بين إيران والدول الغربية الذي خرج منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام ٢٠١٨ . وهنا يتجرأ البعض على الربط مابين هذا التقدم الإيجابي الوارد من أنباء ترميم الإتفاق النووي وبين الإيجابية الطارئة على الساحة اللبنانية . ويضاف الى كل ذلك ان المفاوضات بين إيران والسعودية والتي تحتضنها العاصمة العراقية بغداد قد أسفرت عن عودة ثلاثة من الديبلوماسيين الإيرانيين المعتمدين لدى منظمة التعاون الإسلامي الى العاصمة السعودية مع وعود بعودة قريبة للعلاقات الديبلوماسية بين طهران والرياض .

وفي تفكيك مبسط للتطورات الإيجابية المشار اليها فإن البعض يجنح الى أن هبوط الدولار يعود الى خطوات يائسة لجأ اليها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في لحظات عصيبة يعيشها الحاكم وتترجم حصارا وتضييقا على الرجل الذي يروج أنه بات في مراحله الأخيرة . وذلك على عكس الرأي الذي يقول ان الحملة على سلامة تندرج في قاموس جبران باسيل تحت عنوان قطع الطريق عليه مي لا يصل الى قصر بعبدا . ويبدو ان رئيس التيار الوطني الحر قد توافرت له بعض المعلومات التي تتحدث عن ان بعض من في الداخل اللبناني وخارجه يسعون الى توليد خيار رئاسي قادم يدعى رياض سلامة ... ويستمر البعض الرافض للدخول في نوبة التفاؤل في توقعاته القائلة بأن الإيجابية في موقف الثناىي الشيعي مشروطة جدا وآنية جدا ويمكن ان تتم الإطاحة بها إن لم تبصر النور تسوية ما تسقط فيها كل مخاطر الإستهداف التي تطال رموز سياسية في حركة أمل . وقد لفت أنظار المراقبين تأكيد الوزير السابق محمد فنيش والنائب أمين شري على التلاحم بين حزب الله وحركة أمل وعلى أن العلاقة بينهما ليست علاقة إنتخابية . وكأن هذا الكلام معني به التيار الوطني الحر وجبران باسيل . ما يشي بأن دفع الحزب الى الإختيار بين حركة أمل والتيار الوطني الحر لن يكون في مصلحة هذا الأخير . ما يمهد الى إمكانية هبوب عواصف سياسية شتى ذي طابع طائفي ومذهبي حول العديد من القضايا والموضوعات .

ويبقى السؤال الأهم يدور حول الإنتخابات النيابية ، هل تدفعها هذه التطورات الى الأمام أم أنها ستعيقها من خلال عدة قنابل سياسية مزروعة هنا وهناك ... صغيرة كانت أن كبيرة .

بالمناسبة فإن موعد الإنتخابات النيابية القادمة هو ١٥ أيار القادم وهو الذكرى الرابعة والسبعين لإعلان قيام دولة "إسرائيل ".

أيمن حجازي