العدد 1436 / 11-11-2020

عمر عياصرة

نفقد احبابا كل يوم بسبب الوباء القاتل "فيروس كورونا"، لم يعد الامر مزاحا، بل هو حقيقية ماثلة امامنا، نعاينها عند كل وفاة.

بالامس فقدت صديقًا لي في قناة الجزيرة عبدالله الطاهر، شاب اربعيني، لم اعرف انه يعاني مرضا، او نقص مناعة، لكنه غادرنا بسبب جائحة كورونا.

انتهى النكران الاجتماعي لحقيقة المرض ولمدى خطورته، انتهت مقولة ان الامر مؤامرة وتهويل، فالمرض دق ابوابنا وشهدنا امواتا ومعاناة لمصابين كبيرة.

قد تكون الارقام الاحصائية تميل لمصلحة حالات الشفاء، لكن الرقم المجرد لحالات الوفاة كبيرة وواضح ومؤثر وبتنا نراه اكثف حضورا من مرض السرطان وجلطات القلب.

لابد من خطة وطنية سريعة لمواجهة ذلك، لابد من العمل سريعا على حماية كبار السن ومرضى المناعة، لابد من عزلهم حتى تمر الجائحة وتنتهي.

المجتمع مطالب بدوره ان يكون اكثر وعيا وحرصا على اجراءات الوقاية، عليه ان يتثاقف سريعا مع الجدية، وان نكون ملتزمين بالاجراءات الى اعلى حد ممكن.

فلنوقف الصورة قليلا ونعيد ترتيب مواقفنا من المرض، ويجب ان يبدأ الأمر من الاعتراف بخطورة المرض وقسوته، ومن هنا تكون البدايات الجديدة للوقاية والالتزام.

لابد من بداية حكومية مختلفة في التعامل مع الوباء، فالقبول بانتشار المرض واللجوء لمناعة القطيع كما نرى، لا يعني تسليم المرضى وكبار السن لقدرهم القاسي، فالمسالة تحتاج الى اجراءات تحميهم وتحاول بجدية.

ايضا هناك خمول في خطة الدولة الاعلامية، وكأن الجميع استسلم للمرض، علينا مراجعة ذلك واطلاق حملة اعلامية وطنية تراعي الوقاية وتعمل على حماية المرضى وكبار السن.