الاشكاليات التي أدّت الى استقالة الرئيس سعد الحريري لم يكشف عنها النقاب بعد. بعضهم يقول انها كثيرة ومتعدّدة، منها ما يتعلق بالسياسة الخارجية وما يتعلق بإدارة مؤسسات الدولة، وبتخلي الرئيس الحريري عن قسم من صلاحياته الدستورية. وأبرز مثال على ذلك انعقاد معظم جلسات مجلس الوزراء في بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية.. بينما ينص الدستور على «يجتمع مجلس الوزراء دورياً في مقر خاص، ويترأس رئيس الجمهورية جلساته عندما يحضر..»، ومن المعلوم أنه جرى بعد إبرام اتفاق الطائف اقامة مبنى خاص لمجلس الوزراء في منطقة المتحف قبل ترميم «السراي الحكومي» واعتماده من قبل الرئيس رفيق الحريري مقراً لرئاسة الحكومة. والملاحظ أيضاً أن قصر بعبدا بات يغصّ بالمستشارين والمستشارات في مختلف الميادين، وتعقد فيه معظم جلسات مجلس الوزراء برئاسة سيد القصر.. بينما تقتصر الجلسات الهامشية وغير ذات الأهمية على السراي الكبير، برعاية رئيس الحكومة. وهناك جدال كبير حول دور بعض مستشاري الرئيس الحريري في الأزمة التي نشبت.. فلماذا لا يستحضر رئيس الحكومة صلاحياته ويمارسها بجدّية، حتى لا تتكرر أزمة تشرين ويضطر الرئيس الى التنحي والتريث مرة أخرى.