القمة العربية الثامنة والعشرون، جاءت بعد انقسام عربي تجلى في الاهتزازات التي أصابت عدداً من الأقطار العربية، من اليمن الى ليبيا وسوريا، وربما كانت أقطار أخرى في طريقها الى التشقق والاهتزاز. هذه القمة لم تأت بجديد، لا سيما إزاء القضية المركزية للأمة العربية، القضية الفلسطينية. لكن بصرف النظر عن تعثر خطوات الرئيس ميشال عون عند صعوده الى المنصة لأخذ الصورة التذكارية، فإن من حق الإنسان العربي، بل من واجبه، أن يتساءل: لماذا تعقد القمة العربية قريباً وعلى بعد أمتار من البحر الميت، الذي يحتل العدوّ الصهيوني ضفته الغربية، وبامكانه رصد تحركات وخطوات، وربما لقاءات وأحاديث  الزعماء العرب، ملوكاً ورؤساء وأمراء!! ولماذا جرى ابعاد الإعلاميين والمراسلين عن قاعة اجتماعات الوفود وعن منازلهم في فنادقهم.. في حين يدعى الى جلسات القمة مندوبون عن الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي!! وما بات معروفاً ومسلماً به لدى الجميع أن المؤتمر لم ولن يأتي بجديد، حتى ولا على مستوى العلاقات الثنائية بين أي زعيمين عربيّين متخاصمين أو قطرين متباعدين. وما ينتظره الجميع هو أين تنعقد القمة القادمة، وما هو مشروعها الجديد لمعالجة القضية الفلسطينية... أو أية قضايا أخرى طارئة.