في الأقطار الديمقراطية العريقة تبدأ الحملات الانتخابية في وقت محدد وتنتهي كذلك في وقت محدد. أما نحن في لبنان فقد انطلقت حملاتنا عبر كل وسائل الإعلام وعلى الطرقات العامة وفي شوارع المدن والقرى، دون حسيب أو رقيب. وقد لاحظت هيئة الإشراف على الانتخابات «تصاعد حدّة الخطاب السياسي والإعلامي بين القوى السياسية والأجهزة الإعلامية»، ودعت الى الامتناع عن بث أو نشر ما يتضمن اثارة النعرات الطائفية والمذهبية.. تحت طائلة المسؤولية، لكن ليس هناك حسيب أو رقيب، خاصة أن الناس سئموا الدعايات الانتخابية الباردة والهادئة، وباتوا ينتظرون نماذج إعلانيّة تلفت النظر وتشدّ الانتباه، خاصة أن معظم المرشحين لم تكن لديهم برامج انتخابية، ولم يطلقوا وعوداً مدروسة، انمائية أو اقتصادية أو تربوية، لانعدام الثقة بالتنفيذ، وانصرفوا الى لغة الشتم والتجريح، سياسياً أو طائفياً.. لأن هذا ما يجرح الآخر ويخلّف وراءه ما يثير المشاعر ويشدّ العصب. وقد وصل الأمر إلى تعريض المرشح لظلم أو اعتداء يثير حفيظة الجمهور. ويذكر الناس حادث احتجاز الرئيس الحريري في الرياض، ومدى تعاطف الجمهور مع ظلامته، مما دفعهم إلى التظاهر ترحيباً بعودته حين أمّوا بيت الوسط، فهل يمارس المرشحون هذا الأسلوب الدعائي؟!