بات الإرهاب هذه الأيام هو العدوّ اللدود المشترك لكل شعوب وحكومات الأرض، والمسلمون دائماً هم الضحية. ليس رياءً ولا مراوغة.. فكلنا ندين ونكره ونستنكر الإرهاب.. ولو تسنى لوسيلة إعلامية أو لمؤسسة استمزاج رأي أن تنزل الى الشارع، في بيروت أو القاهرة أو الدار البيضاء، لوجدت أن الجميع يستنكر ويدين الإرهاب ويتبرّأ من الإرهابيين، سواء كان إرهابهم في بطرسبورغ أو باريس أو حتى في الولايات المتحدة، لأن الإرهابي ليس ابن بيئته، وليست له مرجعية من قرآن أو حديث. أما إذا انتقلنا إلى المقلب الآخر، الى الطيران الحربي الذي يقصف ويدمر المنازل والمشافي والمساجد في عدد من ساحات العالم الإسلامي، فلا نكاد نرى أو نسمع استنكاراً حقيقياً جاداً لما يجري.. كأن القرغيزي الذي فجّر عبوة في بطرسبورغ بعد عودته من سوريا التي شهد فيها القصف الجوي لحلب والغوطة وخان شيخون.. كأنه وحده الإرهابي، بينما عمليات القصف الجوي وتفجير البراميل واستعمال الأسلحة الكيماوية هي مجرد عروض فلكلورية يمارسها من لا زال يسمى وينادى «سيادة الرئيس»، ولا أدري ما إذا كان إعلامنا أو شعبنا هو المسؤول، لكن الأهم من كل هذا هو ان نفكر قليلاً ونسترجع ممارساتنا الإعلامية وتوجهاتنا السياسية إزاء كل قضايانا العربية والإسلامية.