ليس مستبعداً أن ينجح الرئيس الحريري بتشكيل حكومته بين ساعة وأخرى، وان تصدر مراسيم التأليف خلال زيارة الحريري لقصر بعبدا بعد كتابة هذه السطور. لكن هل يعني هذا أن الأزمة قد انتهت وأن الحرب السياسية في لبنان قد وضعت أوزارها؟ كلا بالتأكيد، لأن أول استحقاق أمام الحكومة سوف يكون البيان الوزاري، وبعده الاتفاق على قانون الانتخاب الذي تتباين حوله الرؤى بين القانون النسبي والأكثري، والدائرة الانتخابية الموسعة (لبنان دائرة انتخابية واحدة) والضيّقة، ثم موعد إجراء الانتخابات وصلاحية المجلس النيابي الحالي للتمديد، وغير ذلك من الإشكالات التي تكمن في التفاصيل.. فضلاً عن أن الحكومة يفترض أنها قصيرة الأجل، وان كل وزير فيها سوف يبذل عرق صدره وماء وجهه من أجل البقاء أطول فترة ممكنة في السراي الكبير، سعياً للوصول إلى المجلس النيابي. هذه الاشكاليات يلقي الكثيرون تبعاتها على مآلات الوضع السوري، الذي قد يورّث لبنان ما هو أسوأ.. لكن الصحيح أيضاً هو أن بنيتنا السياسية هشّة، وأنه طالما هرب اللبنانيون من إلغاء الطائفية السياسية التي نصّ عليها الدستور، دستور الطائف، فإن حياتنا السياسية سوف تبقى مرهونة بصراعات الطوائف والمذاهب والمناطق.. إلى أن يأذن الله بالفرج.