يعاني العالم، والعالم العربي خاصة، ولبنان بشكل أخصّ.. بالإضافة الى تداعيات الإرهاب والتفجيرات.. اشكالية أخرى، قد تكون أدعى للاهتمام وضرورة المعالجة، تلك هي أزمة الثقافة الورقية المقروءة، التي وسيلتها الكتاب والمجلة والجريدة اليومية. فقد أقيم في بيروت منذ أسبوعين المعرض السنوي للكتاب، وكان زحام الدخول إلى ساحة المعرض كثيفاً، بينما يأتي الخروج هادئاً وبطيئاً، ولا يكاد زائر للمعرض يخرج وفي يده كتاب أو مجلة، وانما بعض الأوراق الإعلامية والمواد الدعائية ليس أكثر. أما عن الصحافة فالمصاب أكبر وأوسع، ذلك أن القارئ العربي كانت تأتيه الجريدة ليقرأها قبل فطوره، أو يتناولها في سيارته، أما اليوم فيكتفي بتصفح عناوين الصحيفة بعد الوصول إلى مكتبه أو محل عمله. لذلك فقد احتجبت «السفير» وقد تلحق بها «النهار» وغيرها، نظراً لارتفاع كلفة الطباعة وأسعار الورق وتضاؤل التوزيع وعدد القراء. قد تكون الأزمة مبرّرة بأن التواصل الالكتروني أصبح بديلاً أسهل تناولاً وأكثر رواجاً، لكن الثقافة والمعرفة وسيلتهما القراءة وليس تصفح العناوين، خاصة إذا تذكرنا أننا أمة «إقرأ» وليس تصفّح، وان ثقافة التواصل الإلكتروني لم تلغِ القراءة لدى الشعوب الغربية، فما بالنا وقد وقعنا في الشرَك؟!