عرفته ناشطاً في العمل المجتمعي، وعضواً في اتحاد المنظمات الطلابية العالمية ممثلاً لطلاب بلاده، ثم أستاذاً جامعياً، وعضواً منتخباً فاعلاً في برلمان بنغلادش، ثم وزيراً مشاركاً في الحكم لمدة ست سنوات مع الحزب القومي بقيادة السيدة خالدة ضياء الدين، ثم أميناً عاماً للجماعة الإسلامية في بنغلادش، ثم شهيداً (بإذن الله) على حبل مشنقة رئيسة وزراء بنغلادش العلمانية في العاشر من أيار 2016م وقد بلغ الثانية والسبعين من عمر مبارك فاعل يشهد عليه من عرفوه... سهلاً مقبلاً على خدمة دينه وبلاده وشعبه بسلمية لا يبلغها غير مؤمن بسمو هدفه ويدعو إليه بلا إفراط ولا تفريط.. ثم شهيداً جسوراً صلباً لا يلين عندما ارتقى مع حبل المشنقة ليلحق بركب من سبقوه على درب الشهادة.
 لا أدري كيف أنعاك أخي الشهيد وألم فقدك الذي فجر الدمع المحبوس في عينيّ المريضتين لا يكفي لرثائك، ولا رثاء إخوانك الذين سبقوك على مقصلة نظام حكم بلادك الذي يسيطر على شعبك بالحديد والنار، مخالفاً كل قواعد الدساتير والقوانين برعاية إقليمية ودولية معتمداً على نطقه بكبيرتين مقابل الشهادتين اللتين تظلان الناس برحمة الله (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
الكبيرة الأولى:  التي تدخل نظام حكم بلادك في حماية المنظومة الدولية، وهي ما أعلنته رئيسة الوزراء بأن بنغلادش لم تعد دولة إسلامية بل دولة علمانية، متجاهلة لتاريخ دامٍ انفصل به شعب بنغلادش عن الهند وما زالت آثاره السلبية من دماء وتشريد وهدم لمقومات مدنية ودينية قائمة.
الكبيرة الثانية: هي حرب النظام على كل من ينتمي إلى الإسلامي الوسطي الذي يحرص على السلمية في عمله كما يحرص على استقلالية فكره وعدم رضوخه لهيمنة أي قوة أخرى، فيحرم من تدعمه هذه المنظومة الدولية من ذريعة استخدام العنف ضده ليواصل بهذه الذريعة أرهابه.
رحمك الله أخي الشهيد ورحم كل إخوانك.. من سبقوك.. ومن هم ما زالوا على الطريق وعلى قائمة حكم فاسد بغيض.. لم يبدّلوا ولم يغيروا خدمة لدينهم وبلدهم وشعبهم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أخوك إبراهيم منير
نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين