العدد 1351 / 27-2-2019

*بقلم الاستاذ إبراهيم منير - نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرسالة الأولى: إلى أول رئيس شرعي منتخب لمصر صاحبة التاريخ العريق...

تحية من قلب كل مصري أصيل ومن كل أحرار العالم نقول فيها، إن صبرك وثباتك دفاعا عن حقوق شعبك وتمسكك بأمانة ما أولاك من عهد ومسؤولية، ارتقيت بهما لتكون رمزا عالميا لكل المدافعين عن حقوق شعوبهم وحرية أوطانهم، الذين يوقنون أن استقلال بلادهم وامتلاك إرادتها لن يتحقق قبل أن تمتلك غذائها ودوائها وسلاحها.

ونستودع الله العزيز القدير سبحانه وتعالى حياتك الغالية على كل مصري حرّ شريف التي جعلتها فداء للحفاظ على الشرعية، ونعاهده على مواصلة العمل وبذل الجهد لنكون دعما وعونا حقيقيا وفعالا لقضيتك ولما نذرت نفسك له، مع صرخة قوية إلى كل الأنظمة والمؤسسات المصرية والقطرية والدولية نحمّلهم جميعا فيها المسئولية الكاملة عن صيانه رمزيتكم العالمية وشرعيتكم وحريتكم.

الرسالة الثانية: إلى طالبي الشهادة في سبيل الله الأحرار والحرائر المختطفين قسرا وظلما وعدوانا خلف قضبان سجون العسكر، يدفعون ثمن الثبات على الحق والتمسك به دفاعا عن هوية مصر والعمل على انعتاقها من حكم العسكر الإنقلابيين الذين خانوا آماناتهم ومسؤولياتهم وأمانات بلادهم، فلا نقول لكم إلا ما جاء في سورة الشرح من كلام صاحب الأمر سبحانه وتعالى والتي أنزلها عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليربط بها على قلبه بعد ما أبطأ نزول الوحي السماوي عليه، مقدما فيها الوعد الإلهي الذي لا ولن يتخلف أو يتدبل ﴿إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا﴾ .

فهنيئا لكم صمودكم الذي أزاح الغطاء عن فساد تراكم على مر عشرات السنين من حكم العسكر، وكادت مصر معه أن تغرق في سوءاته وتداعياته، لولا ضمائركم الحية وقلوبكم المؤمنة وثباتكم البطولي الذي لن يستطيع أحد أن يوفيه حقه إلا المعطي الوهاب سبحانه وتعالى.

الرسالة الثالثة: إلى الصابرين والصابرات حسبة لله سبحانه وتعالى وحده على ألم فراق الشهداء والأسرى والمختطفين من آباء وأمهات وأبناء، صمودا وثباتا في مواجهة الفرعون الجديد وجنوده وأعوانه الذين يسيرون في ركابه ويتبعون نهج من باع آخرته بدنيا غيره.

وإلى هؤلاء الصابرين والصابرات ... عزاؤنا الجميل ما قصه علينا أصدق كتاب عن مصير الفرعون الأول الذي جاءه الغرق هو وجنوده ثم كانت النجاة له ببدنه هو فقط ليكون بعد هلاكه عبرة أرادها الله سبحانه وتعالى عظة لمن بعده.

الرسالة الرابعة: إلى أحرار الشعب المصري من المناهضين لسلطة العسكر الذين يدركون هدف رأس الإنقلاب الغادر في إلهاء الشعب بإشعال حرب أهلية طائفية يقوم فيها بالدور الخفي - والذي من سوء أفعاله أصبح ظاهرا - بل وتعدى خطره لكي يشعل حربا أخرى بين الشعب ومؤسسات ومكونات الدولة التي تكاد تقف على حافة الانهيار الآن.

والحكمة المرجوة الآن التي يمليها واجب الوقت وواقع الحال ومقاصد الشرع، تقتضي السعي لتعرية سلطة الإنقلاب والعمل على إيجاد وحدة فكرية وروحية باعتبارها أمر واجب للدفاع عن الدين والهوية، والجهاد بالكلمة في سبيل الله الذي أشار إلى أهميته وحيويته خير الأنام رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثة (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله).

الرسالة الخامسة: إلى بعض الذين يعلنون خوفهم وحرصهم على مصر .. الدولة والتاريخ .. وعلى دورها في المنطقة، فيغرسون باجتهاداتهم خناجرهم في ظهورنا وهم يشعرون أو لا يشعرون بتفضيل رؤاهم في العمل عما انتهت إليه رؤىة الجماعة.

وأيضا إلى الذين يبحثون عما يسمونه بالبديل الثالث بدعوى عدم وجوب استمرار وقوع مصر في ثنائية العسكر والإخوان، فيدفعهم ذلك إلى اتباع أساليب لا تفترق كثيرا عن أساليب العسكر دون دراية، لإبعاد الجماعة عن الساحة، فتكون أفعالهم خناجر أقسى وأشد على النفوس والقلوب من غيرها.

نقول لهؤلاء وأولئك: ليست هذه أمانة العمل الصحيح لمصر، وليست هذه حقائق التاريخ التي نرجوا للأجيال الجديدة أن تقف عليها وتتعرف على دقائقها ...

الرسالة السادسة: إلى الداعمين للإنقلاب العسكري أفرادا كانوا أو جماعات، هيئات أو حكومات،

فبعد أن أصبحت سياسات الإنقلابيين وممارساتهم لا تخفى على أحد، وانكشفت سوءاتها بحيث لم يعد هناك أي شك في وصفها بـ "الإرهاب"، نقول:

إذا كان استمرار هذا الدعم بأي صورة من الصور لا تعنيكم نتائجه المدمرة حتى ولو أشعلت النيران تحت أقدامكم، فإن استمرار تقديم هذا الدعم لإرهاب النظام يعد جريمة منكرة، من حق كل مصري توجيبه الاتهام بها لمن يقدم هذا الدعم إلى كل الجهات القضائية في العالم، وأن هذا الحق لا ولن يسقط بالتقادم.

الرسالة السابعة: وأخيرا نقول لكل فئات الشعب المصري ومكونات دولته ومن خدعته دعايات ودعاوى العسكر عن إخلاص مزعوم لمصر وحرص كاذب على أماناتها وتاريخها ومستقبلها، فنقول لهم مناصحة:

إن فرصة العودة إلى الطريق الصحيح والواجب قبل أن تنهار الدولة لم تضع بعد، خشية من أن يتحمل أي أحد منكم إثم الجنايات التي ارتكبها ويرتكبها السفاح وحاشيته، التي جعلت سمعة النظام الإنقلابي في مصر وصمة عار في تاريخها ومحل سيل منهمر من الإدانات الدولية والإقليمية لانتهاكاته وبشاعة جرائمه في حق المواطن المصري وجناياته على مستقبل البلاد والعباد.

حفظ الله مصر وهويتها وشعبها من كل سوء, والله أكبر ولله الحمد.