العدد 1360 / 1-5-2019
قاسم قصير

تشهد الساحة الاسلامية اللبنانية سلسلة لقاءات وحوارات متنوعة , تشارك فيها شخصيات اسلامية من مختلف الاتجاهات السياسية وتمثل معظم الاطياف الاسلامية.

بعض هذه النشاطات تتم بشكل علني من قبل مؤسسات لبنانية او عربية او دولية، والبعض الاخر تتم بعيدا عن الاضواء وتقوم بها شخصيات وجهات اسلامية فاعلة من اجل بحث الواقع الاسلامي وكيفية اعادة الحوار والتواصل بين القوى الاسلامية الفاعلة في لبنان والمنطقة.

فماهي ابرز هذه اللقاءات والحوارات؟ ومن هي الجهات التي ترعى هذه الحوارات؟ وهل يمكن ان تساهم هذه الحوارات في هدم الجدار القاسي الذي اقيم بين القوى الاسلامية طيلة السنوات الماضية؟

ابرز اللقاءات والحوارات والجهات الداعية

شهدت الساحة الاسلامية اللبنانية خلال الاشهر الاخيرة سلسلة مبادرات ولقاءات حوارية اسلامية ، بعضها كان علنيا والبعض الاخر جرى بعيدا عن الاضواء، وكل هذه اللقاءات كانت تهدف لبحث الاوضاع الاسلامية في لبنان والمنطقة وكيفية الخروج من الواقع الاسلامي المأزوم.

ومن ابرز هذه المبادرات في الوسط الشيعي سلسلة اللقاءات التي دعت اليها مؤسسة الامام الحكيم في لبنان والتي يشرف عليها العلامة السيد علي الحكيم وكانت تهدف لبحث الخطاب الاسلامي وكيفية معالجة الازمة المذهبية وشاركت فيها شخصيات متنوعة، وتوصلت لافكار واقتراحات مهمة ، ولكن هذه اللقاءات توقفت في وقت لاحق.

كما اقام المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات الاسلامية وحوار الاديان , والذي يرأسه العلامة الشيخ محمد حسين الحاج سلسلة لقاءات حوارية علنية لدراسة الواقع الاسلامي واسباب توقف الحوار بين المسلمين ووضع خطة عمل للمعالجة ، وشهدت هذه الحوارات نقاشات ومكاشفات صريحة ، ولكنها لم تؤد الى اطلاق مبادرة عملية.

كما دعت مؤخرا اذاعة الارتقاء وبالتعاون مع الرابطة الثقافية في طرابلس الى ندوة موسعة حول الربيع العربي , وكانت فرصة هامة لحوار اسلامي علني شاركت فيه شخصيات لبنانية وعربية وتركية, كما دعا موقع الوفاق نيوز وبالتعاون مع منتدى الوسطية الى لقاءات حوارية حول الواقع الاسلامي في لبنان.

وفي لندن واسطنبول تعقد بين فترة واخرى لقاءات ومؤتمرات حوارية , ابرزها المؤتمر السنوي الذي يعقده منتدى الوحدة الاسلامية ونشاط الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اضافة للنشاطات التي يعقدها تجمع العلماء المسلمين وغيره من مؤسسات التقريب بين المذاهب الاسلامية في بيروت وطهران ودمشق.

وبموازة ذلك تقوم مؤسسات وشخصيات لبنانية وايرانية وتركية وعربية واجنبية بسلسلة مبادرات ولقاءات حوارية بعيدا عن الاعلام ، من اجل دراسة الواقع الاسلامي واطلاق مبادرات حوارية، وتعقد لقاءات بين عدد من القيادات الاسلامية السياسية لبحث التطورات المستجدة في العالم العربي والاسلامي من اجل العودة الى طاولة الحوار بين القوى الاسلامية.

هل يمكن هدم الجدار بين القوى الاسلامية؟

لكن هل يمكن ان تؤدي هذه القاءات والحوارات الى هدم الجدار بين القوى الاسلامية في لبنان والمنطقة؟ وهل نشهد مجددا عودة التعاون بين مختلف القوى الاسلامية لمواجهة التحديات الكبرى وخصوصا صفقة القرن الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية؟

تقول مصادر اسلامية مطلعة على اجواء هذه اللقاءات والحوارات: ان معظم هذه الحوارات واللقاءات نجحت في توصيف الواقع الاسلامي واسباب تصاعد الفتنة المذهبية في السنوات الاخيرة ، وبعض هذه اللقاءات قدّم مبادرات عملية للتخفيف من اجواء الاحتقان المذهبي وكيفية العودة الى الحوار بين القوى والتيارات الاسلامية في لبنان والمنطقة.

لكن رغم الاجواء الايجابية التي سادت اللقاءات والحوارات الاسلامية خلال الاشهر الاخيرة، لا تزال القوى والحركات الاسلامية عاجزة عن اطلاق مبادرة شاملة لهدم الجدار بين القوى الاسلامية، ولا تزال بعض الشخصيات والاحزاب الاسلامية حذرة في اقامة حوار علني شامل والعودة الى العلاقات الطبيعية بين هذه القوى لاسباب مختلفة.

وفي موازة هذه الاجواء السلبية، فان المصادر الاسلامية المطلعة على اجواء اللقاءات والحوار تؤكد : ان المرحلة المقبة ستشهد تزخيم هذه اللقاءات واطلاق مبادرات حوارية جديدة ، كما ان التطورات في المنطقة ولا سيما الاعلان الاميركي عن صفقة القرن , واستمرار الضغوط الدولية والاقليمية على القوى والحركات الاسلامية، ستساهم في اعادة فتح باب الحوار العلني بين هذه القوى وتخفيف الجدار القائم.

وبانتظار عودة القوى والحركات الاسلامية للحوار والاتفاق على رؤية موحدة لمواجهة التحديات المختلفة، فان القوى الدولية والاقليمية وبعض الانظمة العربية ستظل حاضرة من اجل اشعال الفتن المختلفة والتحريض المذهبي والسياسي .

قاسم قصير