العدد 1397 / 22-1-2020

أصيب العشرات في مواجهات عنيفة مساء الأحد وسط بيروت بعد صدامات هي الأسوأ خلال ثلاثة أشهر خلفت مئات الجرحى، من جانب آخر التقى رئيس الوزراء المكلف حسان دياب رئيس الجمهورية ميشال عون لبحث تطورات تشكيل الحكومة الجديدة.

فقد اندلعت مواجهات لليلة الثانية على التوالي بعد احتشاد متظاهرين في محيط مبنى البرلمان وسط بيروت للمطالبة بتشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين، وذلك وسط إجراءات أمن مشددة شملت انتشارا مكثفا لقوات الأمن والجيش.

وقال الصليب الأحمر اللبناني إن الصدامات أسفرت عن إصابة تسعين شخصا نقل 38 منهم إلى المستشفيات.

وكان التجمع في محيط البرلمان سلميا في بدايته، بيد أن بعض المتظاهرين بدأوا بعد ذلك برشق الحجارة والعلب الفارغة والمفرقعات باتجاه قوات الأمن التي ردت باستخدام قنابل الغاز والرصاص المطاطي وخراطيم المياه.

وتأتي المظاهرات الجديدة استجابة لدعوات أطلقتها مجموعات في الحراك الشعبي احتجاجا على تأخر تشكيل الحكومة، وتنديدا بما وصفوه بصراع قوى السلطة على المقاعد الوزارية.

وطالب المحتجون بالإسراع بإيجاد حلول للأزمتين المالية والاقتصادية اللتين تعصفان بالبلاد، ودعوا إلى تفعيل أجهزة القضاء لمحاسبة من وصفوهم بالفاسدين.

وفي وقت سابق ، عاد الهدوء إلى منطقة وسط بيروت بعد مواجهات بين آلاف المحتجين وقوات الأمن وُصفت بأنها الأعنف منذ انطلاق الحراك الشعبي المطالِب بإصلاحات سياسية واقتصادية في 17 تشرين الأول الماضي.

وعززت قوات الأمن انتشارها وسط العاصمة في محاولة لمنع تجدد الصدامات التي تخللتها أعمال شغب استهدفت المصارف ومؤسسات أخرى مما دفع قوات الأمن لاعتقال العشرات، وقد تم الإفراج عن 34 يوم الأحد.

وكانت المواجهات التي وقعت حتى وقت متأخر من مساء السبت قد أسفرت عن إصابة 377 شخصا نقل ما لا يقل عن ثمانين منهم إلى المستشفيات، كما أعلنت قوى الأمن عن جرح عدد من أفرادها.

واتخذت الاحتجاجات منحى عنيفا خلال الساعات الماضية في ظل أزمة اقتصادية ومالية متفاقمة، وما يشبه الفراغ السياسي.

اجتماع أمني

وفي مواجهة الوضع المتوتر في بيروت، أشرف الرئيس ميشال عون مساء الاحد على اجتماع أمني، وكان قد طلب قبل ذلك من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية المعنية المحافظة على أمن المتظاهرين السلميين، ومنع أعمال الشغب، وتأمين سلامة الأملاك العامة والخاصة، واستعادة الأمن وسط بيروت.

من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري إن المواجهات والحرائق وأعمال التخريب وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب.

ودعا الحريري -في تغريدة على تويتر- القوى العسكرية والأمنية إلى حماية العاصمة، والقيام بدورها في كبح جماح العابثين والمندسين.