العدد 1365 / 12-6-2019

لم يكد لبنان يلملم تداعيات الحادث الإرهابي الذي ضرب مدينة طرابلس أول أيام العيد، حتى استفاق على خبر اغتيال مسؤول العلاقات العامة في الجماعة الإسلامية ومسؤول منطقة شبعا الشيخ محمد الجرار على باب مستوصف البلدة .

وفي حين باشرت الجهات المختصّة التحقيق في الحادث الذي أعاد لبنان إلى حقبة عدم الاستقرار الأمني، اعتبر القيادي في الجماعة الإسلاميّة النائب السابق عماد الحوت أنّ الطريقة التي تمّ فيها استدارج جرّار ونوع الرصاص المتفجّر الذي استخدم في العمليّة، يدلّ على أنّ وراء الحادث جهة "محترفة بالإغتيالات وليس جهة هاوية”. وكشف الحوت أنّ الاغتيال تمّ بطريقة الاستدراج , إذ تلقى جرّار اتصالا من جهة مجهولة أوهمته بأنّها جهة استراليّة تريد دعم مستوصف "الرحمة الطبي” الذي يديره، وطُلب منه تصوير المركز من الخارج , وعندما خرج بهدف التصوير أطلق مجهولون النار من سلاح حربي على باب المستوصف فأردوه قتيلا على الفور بعدما أصابوه بأربع رصاصات في بطنه.

وفي حين أكّد الحوت أنّ الجماعة تنتظر التحقيقات وأنّها لن تستبقها، لفت إلى أنّ الشكوك تدور حول "المتضرّرين من الدور الذي تقوم به الجماعة الإسلاميّة وجرّار في احتواء ومساعدة اللاجئين السوريين” وحجم الإغاثة المقدمة لهؤلاء، مذكرا أنّ الجرار وعائلته "كانوا تلقوا تهديدا قبل سنة ولكنّ التحقيقات اللأمنية لم تصل إلى مكان”. وذكرت مصادر أنّه من غير المنطقي استثناء "العدو الإسرائيلي من لائحة الاتهام”.

وكشفت مصادر مطلعة أنّ عمليّة الاغتيال قد تكون تمّت عن طريق إطلاق النار من سيّارة أو عبر قنّاص من مسافة بعيدة، مرجّحة الفرضيّة الثانيّة.

من جانبه اعتبر رئيس اتحاد بلديات شبعا والعرقوب محمد صعب , أنّه "لا يمكن استباق التحقيقات ولكنّ أهالي البلدة "يقفون صفا واحدا” ويرفضون أيّ عمل "إرهابي أو تحريضي”، موضحا أنّ "البلدة تعيش حاليا حالة من الحزن والاستنفار وإنّها لا تزال تحت تأثير الصدمة ولكنّ الأهالي يتمتعون بالوعي الكافي لإستيعاب الأمر بانتظار نتائج التحقيقات”.

تشييع جنازة الشهيد

وسط هذه الأجواء ووسط حزن لف البلدة والمنطقة , شيعت بلدة شبعا الشهيد الشيخ محمد قاسم الجرار في مأتم حاشد حضره ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري، عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل زياد ضاهر النائب قاسم هاشم , والنواب السابقون منيف الخطيب وعماد الحوت وزهير العبيدي ، وفعاليات من البقاع الغربي وراشيا والعرقوب ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلون عن الأحزاب في المنطقة، ووفد كبير من الجماعة الإسلامية وممثل حركة حماس في لبنان ماجد طه الذي تحدث عن مزايا الفقيد ودعمه لقضية الشعب الفلسطيني .

والقى مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي كلمة خلال التشييع قال فيها ” هذا المصاب جلل ونطالب الأجهزة الأمنية أن تسعى الى كشف هذه الجريمة البشعة ” وطلب من أهالي شبعا الهدوء ومن أهل الفقيد إنتظار نتيجة التحقيق مشدداً على خطورة المرحلة واستهداف منطقة شبعا بالجريمة.

وتحدث أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي عن مزايا الشهيد وحبه لفعل الخير وسماه "شهيد الواجب وأن هناك مستفيدين كثر من اغتياله على رأسهم إسرائيل والقوى المنزعجة من دوره في تثبيت أهل المنطقة.

وأن الأجهزة الأمنية والقضائية مسؤولة عن كشف فصول الجريمة وهي كانت على علم بالتهديدات التي تعرض لها منذ سنة ونصف ولَم تقدم جواب واضح على من يقف وراءها والجماعةالإسلامية مستمرة في المسيرة والدور الوطني والإنساني الذي لعبه الراحل والشهادة هي قدرنا ومستمرون في طريق المقاومة.

كما شكر الشيخ مجدي عواد المشيعين بإسم أهالي شبعا.

من جانبه دان "تيار المستقبل” بشدة جريمة الاغتيال داعيا الجميع "الى مواجهة تداعيات هذه الجريمة بالوحدة والحكمة لتفويت الفرصة على كل من يحاول التلاعب باستقرار شبعا وتهديد أمنها وإثارة الفتنة بين أهلها”. وطالب "تيار المستقبل” في بيان له الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة "بكشف ملابسات هذه الجريمة سريعاً، وتوقيف المجرمين، وتفعيل الإجراءات الكفيلة بتأمين الأمن والأمان لأهالي شبعا والقرى المجاورة”.

وعلى خطّ الإدانة أيضا قال عضو كتلة "التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم إنّ "ما حصل جريمة بكل ما يعني الاجرام، ويستهدف الامن والاستقرار ومحاولة لزرع الفتن التي تخدم أعداء الوطن وزعزعة الاستقرار”، مطالبا بوضع حد "لاستغلال هذه الجريمة النكراء المستنكرة، وهذه مسؤولية المعنيين للقيام بواجبهم الوطني وإنزال العقوبات بمن سولت لهم انفسهم ارتكاب هذه الجريمة وعلى مسافة أمتار من اراضي مزارع شبعا المحتلة.