قاسم قصير

ينشغل المسؤولون في حزب الله هذه الأيام بالاهتمام بكل الجبهات الداخلية والخارجية. فمن جهة يولون الانتخابات النيابية المقبلة اهتماماً مميزاً عبر اللقاءات والاتصالات مع معظم القوى السياسية والحزبية وتدريب الماكينات الانتخابية، وفي المقابل يتابعون التطورات في المنطقة والمواجهة مع العدوّ الصهيوني، ولا سيما بعد التطورات الأخيرة واسقاط طائرة F16 الإسرائيلية من خلال المضادات الدفاعية السورية وتداعيات ذلك على لبنان والمنطقة.
فكيف ينظر المسؤولون في حزب الله للانتخابات النيابية والتحالفات والنتائج المتوقعة؟ وما هي نظرتهم لمستقبل الصراع مع العدوّ الصهيوني؟
الحزب والانتخابات النيابية
بداية، كيف يستعد حزب الله لخوض الانتخابات النيابية المقبلة؟ وما هي التحالفات المتوقعة؟ وماذا عن النتائج التي ستفرزها  هذه الانتخابات؟ المسؤولون في حزب الله، وخصوصاً نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، يتابعون كل تفاصيل الانتخابات النيابية، وجرى عقد لقاءات موسعة للماكينات الانتخابية في كل المناطق اللبنانية. وخلال هذه اللقاءات جرى شرح تفاصيل القانون الانتخابي ورؤية الحزب للمرحلة المقبلة ودوره على صعيد الشأن الداخلي والموقف من التحالفات المقبلة، وهذه أبرز النقاط التي يركز عليها الحزب في هذه الانتخابات:
اولاً: ضرورة حشد أوسع قاعدة شعبية من أجل المشاركة في الانتخابات، لأن هذه المشاركة الواسعة تساعد الحزب وحلفاءه في تحقيق أفضل النتائج، لأنه كلما زادت المشاركة ارتفع الحاصل الانتخابي، ما يعزز حظوظ الحزب ودوره.
ثانياً: أن هذا القانون القائم على النسبية والصوت التفضيلي سيساعد في تمثيل كل الأطراف السياسية والحزبية، وخصوصاً التي تملك قاعدة شعبية حقيقية، وسيؤدي إلى زيادة التنوع والحضور لمختلف القوى السياسية، ومنها حلفاء الحزب.
ثالثاً: يبدي الحزب اهتماماً كبيراً لتعزيز دوره على صعيد مؤسسات الدولة اللبنانية، وهو يسعى لزيادة هذا الدور وتفعيله، رغم ادراك المسؤولين فيه لحجم العقبات الكبيرة التي تقف في وجه الاصلاح ومكافحة الفساد.
رابعاً: شعار المعركة الانتخابية  لدى الحزب هو «نحمي ونبني»، وهذا يؤكد أن الدور الداخلي للحزب سيزداد في المرحلة المقبلة.
خامساً: سيحرص الحزب على اجراء بعض التغييرات على صعيد المرشحين بما يتناسب مع رغبة القواعد الشعبية، على ان يُعلَن في الأيام المقبلة.
سادساً: على صعيد التحالفات، سيكون التحالف الأساسي مع حركة أمل، وسيُدعَم كل الحلفاء، مع ترك المجال للحلفاء لإقامة ما يناسبهم من تحالفات ثنائية، وستتبلور صيغة التحالفات في الشهر المقبل.
وبالنسبة إلى النتائج، ليس لدى الحزب صورة نهائية حولها، ولكن المسؤولين فيه يؤكدون ان الحزب لا يسعى إلى الحصول على أكثرية الثلثين أو الثلث الضامن أو الأغلبية، لأن البلد لا يدار إلا بالتوافق والتعاون بين جميع مكوّناته.
الصراع مع العدوّ الصهيوني
وبموازاة الاهتمام بالشأن الانتخابي والداخلي، فان ذلك لا يمنع المسؤولين في الحزب من زيادة الاهتمام بملف الصراع مع العدوّ الصهيوني، وقد استعاد هذا الملف زخمه في الشهرين الأخيرين بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. فقد عقد الأمين العام للحزب السيد نصر الله، لقاءات موسعة مع كل قيادات المقاومة الفلسطينية، واتُّفق على خطة عمل موحدة لمواجهة التصعيد الأميركي – الإسرائيلي، وما يجري الإعداد له من خطط لتصفية القضية الفلسطينية باسم: صفقة القرن.
وتؤكد مصادر  مطلعة على أجواء الحزب والمقاومة الإسلامية، ان اسقاط طائرة F16 الإسرائيلية بنيران مضادات الجيش السوري يأتي في إطار قرار كبير اتخذته قوى محور المقاومة بالتصدي المباشر للعدوان الصهيوني على دول هذا المحور وقواه، لوضع قواعد جديدة لأي اشتباك مع العدوّ الصهيوني.
ومع ان قادة الحزب والمقاومة الإسلامية يعتبرون ان إمكانية حصول عدوان إسرائيلي واسع على لبنان أو دول المنطقة أمر مستبعد في الأفق المنظور لأسباب عديدة، فإن ذلك لا يمنعهم من تأكيد ضرورة الاستعداد لمواجهة أي عدوان جديد والتصدي لأية محاولة صهيونية للسيطرة على الأراضي اللبنانية أو الثروات النفطية.
اذن، حزب الله يجمع في المرحلة الحالية بين الاهتمام بالشأن الداخلي والاستعداد لمواجهة أي عدوان صهيوني جديد، وهو منفتح على التعاون مع الجميع (كما تؤكد قيادته)، والعمل لزيادة حضوره ودوره في كل الساحات.}