رانيا القوزي

كنت في عمري اليافع في الدعوة، أقرأ مقالات سياسية من الصحف اليومية ولكن لا أعير لها بالاً، حتى أتأكد من مصداقيتها من مصدر موثوق غير منحاز لحزب دون الآخر، وغير موجه حسب مصالح البعض. وكنت أنتظر من الجمعة إلى الجمعة مجلة الأمان لأقتص منها الأخبار الدقيقة، والتحليلات الصحيحة لكل حادثة او خبر او رأي، ثم أنطلق أتكلم بلسان هذه المجلة وأفكارها.
وبعد سنوات في الدعوة، أصبحت  أتصفح الصحف وأحللها بميزان المنطق، فترجح عندي دفة مجلة الأمان عن باقي الصحف.
ولا أخفي سراً، فلقد كنت أشعر بالأسى ﻷن هذه الجريدة أسبوعية وليست كمثيلاتها يومية، ولكن أعزو ذلك إلى التكلفة التي قد ترهق القيِّمين عليها، كما كنت أعلم أن الكثير من الأيادي البيضاء التي تحرر صفحاتها كانت تكتب تطوعاً، ومن دون مقابل مادي، بالرغم من انشغالهم بمعيشتهم ومستلزمات عوائلهم اليومية.
لقد أحببت في هذه الجريدة تنوّعها، من أخبار الداخل اللبناني، وأخبار المحيط  والخارج، واستشراف المستقبل فيهما. بالإضافة إلى الصور الكاركاتورية المعبرة والمقالات الساخرة في الصفحة الأخيرة منها، وأنشطة الجماعة وزيارات الكوادر فيها لتهدئة وضع ما، أو فتح قنوات اتصال  مع مكونات المجتمع اللبناني وأطيافه.
وكنت أشعر بالعزة، أن هؤلاء على مسافة واحدة من الكل، وأن الهدف الأوحد لديهم هو تآلف اللبنانيين شعباً وقادة تحت عنوان مصلحة البلد ومحبته أولاً.
والآن، وفي ظل الطفرة الإعلامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فلا بدّ من مواكبة العصر، والعمل على نقل الجريدة من أوراق إلى صفحات الكترونية تدخل كل بيت في كل آن، يتصفح فيها القارئ، دون أن يتكبد معاناة البحث عنها في الدور والمكتبات.
هذه هي الجريدة، وهذه هي صمام أماني، إنها جريدة الأمان. أتمنى لها انطلاقة مشرقة في عالم الانترنت والإعلام الحديث، ووصولها إلى البلدان كافة بضغط زر واحد على محرك البحث.
وكلمتي إلى رئيس تحريرها وموظفيها وكاتبي مقالاتها، أشكركم من كل قلبي، بارك الله لنا ولكم الانطلاقة الجديدة، وفتح الله عليكم جميعاً لما فيه خير لبنان وخير الأمة جمعاء.}
رانيا القوزي - بيروت