العدد 1563 /17-5-2023
قاسم قصير

شهد لبنان في الايام القليلة الماضية حراكا سعوديا لافتا من خلال السفير السعودي في لبنان وليد البخاري والذي عقد سلسلة لقاءات مع القيادات السياسية والدينية والكتل النيابية ، اضافة لاستقباله المرشح الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وزيارته لقائد الجيش العماد جوزيف عون .

وقد اطلق السفير السعودي خلال هذه اللقاءات سلسلة مواقف واضحة بعدم تبني دعم اي مرشح رئاسي وعدم وضع فيتو على اي مرشح .

وقد تباينت التفسيرات بين الاوساط اللبنانية حول التحرك السعودي وابعاده ، ولكن هذا التحرك ادى لتحريك الملف الرئاسي والاشارة الى احتمال حسمه قبل الخامس عشر من حزيران المقبل.

فما هي ابعاد ودلالات التحرك السعودي ؟ وهل يمكن ان نشهد حسما للملف الرئاسي قبل الخامس عشر من حزيران المقبل؟

دلالات الحراك السعودي

بداية ما هي ابرز دلالات الحراك السعودي حول ملف الانتخابات الرئاسية؟

لقد تباينت قراءة الاوساط اللبنانية للتحرك السعودي بشأن الانتخابات الرئاسية ، ففي حين اعتبرت بعض هذه الاوساط ان الحراك السعودي هدفه رفع اي فيتو عن ترشيح رئيس تيار المردة الاستاذ سليمان فرنجية وان هذا سيؤدي الى تعزيز حظوظ فرنجية للوصول الى موقع الرئاسة الاولى ، فان اوساطا اخرى اعتبرت ان الهدف من الحراك السعودي اعطاء الضوء الاخضر لقوى المعارضة من اجل حسم مواقفها والاتفاق على مرشح قادر على مواجهة فرنجية والذهاب الى جلسة الانتخابات الرئاسية وعدم مقاطعتها .

ومن خلال التواصل مع شخصيات قريبة من الاجواء السعودية ، فان هذه الشخصيات لم تحسم الموقف السعودي بشكل نهائي وان كانت اكدت ان السعودية لا تريد اتخاذ موقف حاسم ونهائي وانها تركت الخيار للبنانيين كي لا تتحمل مسؤولية اي موقف وكي لا تتهم بانها تضغط على حلفائها والقوى المؤيدة لها ، وانها تريد من كل الفرقاء اللبنانيين التفاهم فيما بينهم على انتخاب الرئيس الجديد وانها ستتعاطى مع هذا الرئيس حسب المواقف التي يتخذها .

لكن كان ملفتا انه تزامنا مع الحراك السعودي في بيروت نشرت جريدة اللوموند الفرنسية تقريرا تضمن معلومات اكدت موافقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الطرح الفرنسي بشأن دعم وصول فرنجية للرئاسة الاولى ولم يتم اصدار اي تكذيب لهذا التقرير ، وهذا يؤكد رفع الفيتو عن ترشيح فرنجية واعطائه دفعا قويا في المرحلة المقبلة دون ان يعني ذلك حسم القرار نهائيا بانتظار تبلور صورة الوضع الداخلي .

الحسم قبل الخامس عشر من حزيران؟

لكن هل يمكن ان يحسم الملف الرئاسي قبل الخامس عشر من حزيران ؟ ولماذا هذا التوقيت؟

من المعروف ان نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان الحالي رياض سلامة تنتهي في اول شهر تموز المقبل ، وانه لا بد من تعيين حاكم جديد من اجل متابعة الملف المالي والا فسيستلم النائب الاول للحاكم الدكتور وسيم منصوي مهام الحاكم في حال لم يتم التعيين ، وقد كان ملفتا رفض الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تعيين حاكم جديد من قبل الحكومة الحالية كونه حكومة تصريف اعمال ، وهذا ما جرى مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم فلم يتم الموافقة على التمديد له ولم يعين مديرا عاما جديدا بل استلم مهامه بالوكالة الموظف الاعلى رتبة.

وتزامنا مع ملف حاكم مصرف لبنان فقد تحدثت الاوساط القريبة من الرئيس نبيه بري انه قد يدعو لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل الخامس عشر من حزيران المقبل وانه دعا قوى المعارضة لحسم موقفها ، وان هذه الاجواء نتيجة ضغوط خارجية من اجل حصول الانتخابات الرئاسية باسرع وقت وعدم مقاطعات جلسات الانتخاب.

وتشير مصادر مطلعة الى انه خلال الايام المقبلة ولا سيما بعد القمة العربية في الرياض في التاسع عشر من الشهر الحالي ستتكثف الاتصالات الداخلية والخارجية لحسم الملف الرئاسي قبل الخامس عشر من حزيران .

لكن يبقى السؤال : هل ستنجح هذه الاتصالات بتحقيق هدفها؟ ام ان الافرقاء اللبنانيين سيقفون حجر عثرة امام كل هذه الجهود؟

قاسم قصير