العدد 1405 / 18-3-2020

تزاداد التساؤلات في بيروت حول طبيعة السياسة الاميركية تجاه الاوضاع في لبنان والمنطقة، والى اين تتجه الامور في المرحلة المقبلة، وهل نحن امام المزيد من الضغوط الاميركية على اللبنانيين حتى لو ادى ذلك الى الانهيار الشامل واحتراق لبنان بالكامل؟ وما هي افاق السياسة الاميركية بعد تسلم السفيرة الاميركية الجديدة دوروثي شيا مهامها الرسمية في بيروت ؟، خصوصا ان تسلم هذه المهام تزامن مع صدور قرار من المحكمة العسكرية باطلاق سراح العميل عامر فاخوري بحجة مرور الزمن على ارتكابه جرائمه في معتقل الخيام وما اثاره هذا القرار من ردود فعل مستنكرة .

هذه الاسئلة وغيرها كانت محور لقاء خاص مع شخصية لبنانية – اميركية فاعلة من ضمن اللوبي اللبناني في اميركا ولعبت ادوارا مهمة في بعض المحطات السياسية التي تخص الشأن اللبناني، فماذا قالت هذه الشخصية؟ والى ان تتجه الاوضاع في المرحلة المقبلة وفقا للمعطيات الاميركية؟

اسس السياسة الاميركية

بداية ماهي الاسس التي تقوم عليها السياسة الاميركية تجاه لبنان والمنطقة حاليا؟ وما هي الية تحديد هذه السياسة؟

تجيب الشخصية اللبنانية – الاميركية: ترتكز السياسة الاميركية في عهد الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب على اولوية مواجهة ايران وحلفائها في المنطقة والعمل من اجل انهاء الصراع العربي – الاسرائيلي وفقا للخطة التي اعلنها ترامب مؤخرا ، وعلى ضوء ذلك فان مواجهة النفوذ الايراني والضغط على كل القوى الحليفة لايران ولا سيما حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق وقوى المقاومة في المنطقة، تأتي من ضمن الاولويات الاميركية ولذلك كانت كل الضغوط والعقوبات الاميركية على ايران وحلفائها طيلة السنوات الاخيرة، مع الحرص الاميركي على عدم وصول هذه المواجهة الى حرب شاملة لان الرئيس الاميركي ليس من مصلحته الدخول في صراع مفتوح ولاسيما في السنة الاخيرة من ولايته الاولى وفي ظل الاستعدادات لاجراء الانتخابات الرئاسية في نهاية هذا العام.

وتضيف الشخصية: الجهات الفاعلة في الادارة الاميركية سواء في الرئاسة او الكونغرس او مجلس الامن القومي او وزارة الخارجية تعطي الاولوية اليوم لما يمكن تسميته ب" الارهاب الشيعي" والعمل لمحاصرة ايران وحلفائها ومن هنا كانت كل الضغوط والضربات العسكرية في الاشهر الاخيرة وقد اعتبر المسؤولون الاميركيون ان ما جرى في لبنان والعراق وايران مؤخرا فرصة مناسبة لاستثمار هذه الضغوط لاضعاف ايران وحلفائها ولا سيما حزب الله في لبنان.

الى تتجه الاوضاع؟

لكن الى اين تتجه الاوضاع في المرحلة المقبلة؟ وهل ستستمر هذه الضغوط الاميركية حتى لو ادى ذلك الى انهيار لبنان بالكامل؟

تقول الشخصية اللبنانية – الاميركية : ان الضغوط الاميركية ستستمر في المرحلة المقبلة على ايران وحلفائها وخصوصا حزب الله ، لكن هناك وجهة نظر فاعلة في الادارة الاميركية تؤكد على ضرورة استمرار المساعدات للجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية نظرا للدور الهام الذي يلعبه الجيش والقوى الامنية في حماية الاستقرار ونظرا للعلاقة القوية التي تربط قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون مع المسؤولين الاميركيين حاليا ، وهناك ملف جديد قد يتم فتحه من قبل المسؤولين الاميركيين وهو ملف الفساد في لبنان حيث ستفرض عقوبات اميركية على بعض الشخصيات اللبنانية المتهمة بالفساد.

وماذا عن المساعدات الاميركية والعربية والدولية للبنان لانقاذه من ازمته ؟

توضح الشخصية اللبنانية – الاميركية: ان المسؤولين الاميركيين والعديد من الجهات العربية والدولية يربطون تقديم اية مساعدات للبنان ان تتم عبر الصندوق الدولي وقيام الحكومة اللبنانية بتقديم خطة اصلاحية شاملة ووقف الفساد ، ولن يتم تقديم اية مساعدات دون موافقة الصندوق الدولي ، لكن في الوقت نفسه ليس هناك توجه في الادارة الاميركية حاليا بفرض المزيد من الضغوط والتي قد تؤدي الى الانهيار الشامل والكامل ، رغم وجود بعض الاصوات اللبنانية والاميركية في واشنطن والتي تدعو الى تشديد الضغوط على الحكومة اللبنانية وكافة المسؤولين اللبنانيين وخصوصا حلفاء حزب الله.

بالخلاصة يبدو ان لبنان والمنطقة سيشهدان في المرحلة المقبلة المزيد من الضغوط الاميركية لمواجهة ايران وحلفائها وقوى المقاومة لفرض الاستراتيجية الاميركية الجديدة وخصوصا بشأن ما يسمى صفقة القرن ولانهاء النفوذ الايراني في المنطقة، فهل ستؤدي هذه الضغوط الى مواجهات جديدة كما يجري في العراق وسوريا وغزة ؟ ام ان انتشار مرض كورونا والمخاوف الناتجة عن اثار هذا الفيروس والخوف من حصول مواجهة شاملة سيؤدي لتغييرات في السياسة الاميركية؟

قاسم قصير