العدد 1684 /8-10-2025
قاسم قصير

بين التصريحات الرسمية باجراء الانتخابات النيابية في موعدها في شهر ايار من العام المقبل والمخاوف من عدم حصولها بسبب الخلافات حول قانون الانتخابات والتطورات الامنية ، بدأت القوى السياسية والحزبية الاستعداد لهذه الانتخابات ، كما بدأت وزارتا الداخلية والخارجية التحضيرات التقنية والعملية من خلال الدعوة لتسجيل اسماء المغتربين الراغبين بالمشاركة فيها .

فما هي المشكلات التي تواجه الانتخابات النيابية ؟ وهل ستجري في وقتها ؟ او ان الخلافات حول القانون والتطورات الامنية والعسكرية ستؤدي الى التمديد للمجلس النيابي الحالي؟

اولا على صعيد المشكلات التي تواجه الانتخابات النيابية واحتمال التاجيل: المشكلة الاهم والاساس الخلاف حول تصويت المغتربين بين فريق يدعو لتعديل القانون الحالي والذي ينص على تصويت المغتربين لست نواب في الخارج والمطالبة بان يصوت المغتربون ل 128 نائبا حسب كل قضاء ( وهم القوات اللبنانية وحزب الكتائب وبعض النواب التغييريين) وبين من يدعو لابقاء القانون كما هو اي ان يصوت المغتربون لست نواب في الخارج ( وهم حركة امل وحزب الله والتيار الوطني الحر ونواب مستقلون ) ، وحتى الان القانون لا يزال ساريا وليس هناك مجال لتعديله ، كما ان هناك قضايا اخرى ومنها اقامة مراكز اقتراع مركزية لتصويت ابناء المناطق البعيدة ( ميغا سنتر) وكذلك اعتماد بطاقة انتخابية وهذا لم يحصل ، ولذلك قد تواجه الاتخابات مشاكل تقنية ، اضافة لاوضاع ابناء القرى الحدودية وتحديد اماكن الاقتراع لهم ، كل هذه المشكلات قد تدفع البعض للمطالبة بتاجيل الانتخابات والتمديد للمجلس الحالي ، لكن حتى الان لا يوجد قرار بذلك الا اذا حصلت تطورات امنية وعسكرية كبيرة قبل شهر ايار المقبل قد تبرر قرار التاجيل والتمديد للمجلس الحالي .

ثانيا : حول واقع القوى السياسية والحزبية ونظرتها للانتخابات النيابية والتحضيرات التي بدأت : حسب العديد من المصادر الحزبية فان معظم القوى السياسية والحزبية قد بدات التحضيرات لخوض الانتخابات النيابية المقبلة من خلال تفعيل الماكينات الانتخابية والتواصل مع الناخبين والبحث في اختيار الشخصيات التي سيتم ترشيحها ، وستكون الانتخابات المقبلة اذا حصلت محطة مهمة لتحديد واقع القوى السياسية والحزبية .

القوات اللبنانية تسعى من اجل تعزيز حضورها النيابي والتمدد الى مناطق جديدة مع السعي لتبني ترشيح شخصيات شيعية وسنية ، حركة امل وحزب الله يسعيان للحفاظ على تمثيلهما الشيعي مع التحالف مع قوى وشخصيات متنوعة والعمل للوصول الى تحالف نيابي كبير ، التيار الوطني الحر يريد اعادة تجديد حضوره الشعبي والسياسي والتاكيد على قوته رغم كل المشاكل التي واجهها ، الحزب التقدمي الاشتراكي يسعى للحفاظ على قوته وعدم التراجع عما حققه في الانتخابات الاخيرة ، تيار المستقبل لم يحسم قرار المشاركة بشكل نهائي رغم انه بدا التحضير لذلك في كل المناطق وفي حال قرر المشاركة سيكون لذلك نتائج مهمة ، النواب التغييريون سيكونون امام امتحان صعب للبقاء في المجلس النيابي بعد المشاكل التي واجهوها وتراجع حضورهم الشعبي والخلافات فيما بينهم ، القوى الاسلامية على تعدد اتجاهاتها ستكون امام معركة صعبة لاثبات الحضور ، الشخصيات التقليدية والقوى الوطنية والشخصيات المستقلة والقوى اليسارية والقومية ستخوض الانتخابات للحفاظ على المقاعد التي وصلت اليها في الانتخابات الماضية او للعودة الى البرلمان لمن فشل في الوصول الى البرلمان ، حزب الكتائب سيسعى لتعزيز كتلته النيابية.

وفي المحصلة ستكون الانتخابات النيابية المقبلة اذا حصلت في موعدها محطة مهمة لمعرفة الواقع السياسي والشعبي والحزبي بعد التطورات التي واجهها لبنان بعد العدوان الاسرائيلي والتغيرات في المنطقة ، وعلى ضوء هذه الانتخابات سنكون امام واقع سياسي جديد .

وسيكون لنا مقالات اخرى حول كل هذه القوى السياسية والحزبية والتحديات التي تواجهها .

قاسم قصير